واصل تلاميذ الثانوية الجديدة للرياضيات، بالقبة، أمس، إضرابهم عن الطعام والدراسة، لليوم الثالث على التوالي، ورغم محاولات مدير التربية لمقاطعة “الجزائر وسط" حل المشاكل، إلا أن المضربين أصروا على ضرورة تنقل وزير التربية إلى مؤسستهم ورفع الغبن والظلم الذي لحقهم من المسؤولين، وكذا الوفاء بتعهدات الوزير السابق، بن بوزيد، بضمان تعليم ممتاز مع توفير كل الامكانيات لتلاميذ الامتياز. رفض تلاميذ الثانوية الجديدة للرياضيات، بالقبة، والتي تعتبر الأولى من نوعها عربيا وافريقيا، العودوة إلى مقاعد الدراسة والعدول عن خيار الإضراب عن الطعام الذي دخل يومه الثالث، أمس، حيث واصل التلاميذ الباقون بالمؤسسة والبالغ عددهم 70 تلميذا من أصل 106 تلميذ، والذين عاد أغلبهم إلى منازلهم، أول أمس الخميس، الإضراب عن الدراسة والطعام، حيث أكد “أنس" أحد التلاميذ المضربين، أن التلاميذ عازمون على مواصلة الإضراب إلى غاية قدوم الوزير بابا احمد، الذي لم يحرك ساكنا لحد الساعة سوى إرساله لجنة تحقيق لم تقم بأي إجراء، وكذا قدوم مدير التعليم الثانوي بالوصاية، وهو الآخر، حسب أنس، لم يقم سوى ب “شتم المضربين"، وأضاف المتحدث ذاته، أن مديرة الثانوية والناظرة تواصلان في كل مرة شتم التلاميذ بشتى العبارات المسيئة، ولهذا أكد المضربون أن “لا مدير التربية ولا أي مسؤول آخر يمكنه حل مشكلتهم سوى الوزير عبد اللطيف بابا أحمد، لرفع الظلم والغبن الذي مسهم". مشكل الثانوية الجديدة للرياضيات، التي افتتحت أبوابها بداية الموسم الدراسي الجاري، وكان وزير التربية الوطنية السابق، بو بكر بن بوزيد، قد أعلن في شهر أفريل من العام الماضي، عن هذا المشروع، لتدريس الرياضيات على المستوى العربي والإفريقي لصالح التلاميذ الأوائل، على أن يتم تعميم المشروع على باقي الولايات، كما أكد أن الثانوية ستجهز بجميع الإمكانيات التكنولوجية الحديثة لضمان مستوى تعليمي عالٍ للتلاميذ، وأن كل تلميذ سيستفيد من جهاز كمبيوتر محمول خاص به، إضافة إلى أن البرامج التعليمية المطبقة بهذه الثانوية الجديدة هي ذات البرامج المعتمدة في ثانويات التعليم العام والتكنولوجي، غير أنها ستتكيف وفقا لقدرات التلاميذ وأدائهم ومتطلبات هذه الشعبة الحيوية، ووفقا للنظام التعليمي الذي سيتم اعتماده بهذه الثانوية، إلا أن كل هذه الإمكانيات التي تحدث عنها بن بوزيد في عهدته، ثبت أن لا وجد لها على أرض الواقع، سواء من الناحية البيداغوجية أو الاجتماعية، وهو ما يجعل مشروع أول ثانوية للرياضيات عربيا وافريقيا على وشك الانهيار.