أكد، أمس، مصباحي خالد، أستاذ بالمركز الجامعي للوادي، في تشخيصه لواقع تعليم اللغات الأجنبية بالجنوب، أن تعليم اللغة الفرنسية في منطقة الجنوب لا يخول للمعلم أو المتعلم نطقها واستعمالها على نحو سليم، حيث تشير الأرقام المسجلة إلى أنه من ضمن 300 طالب لا يتحكم سوى أقل من 20 طالبا منهم في اللغة الفرنسية· ركز الأستاذ الجامعي خالد مصباح، في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الوطني حول تعليم اللغات في الجزائر ووسائل ترقيتها في تدخله بحكم أنه من المؤطرين، أن الإشكال المطروح في ولايات الجنوب يرتكز أساسا على وجود عجز فادح في استخدام اللغة الفرنسية بسبب عزوف المعلمين عن التخصص في استعمالها وتعليمها للمتعلم الذي يرفض هو بدوره منحها الأهمية والسعي لبذل مجهود علمي قصد التحكم فيها وتكريس النطق السليم لمفرداتها، حيث تعززت هذه الثغرة بالنقص الفادح للمؤطرين في اللغة الفرنسية في مدارس الجنوب، حيث لا تكاد تخلو مؤسسة تربوية من افتقارها لأستاذ متحكم في المادة، ودعا إلى تفادي الخلط بين واقع استعمال اللغة في الشمال والجنوب بحكم أن الواقع الحالي يعكس وجود فرق واضح بين المنطقتين يتجلى من خلال صعوبة نطق هذه اللغة من طرف التلاميذ، ويمتد هذا الوضع ليشمل النخبة سواء كانوا أساتذة في الجامعات أو معلمي المدارس التربوية عكس اللغة الإنجليزية التي لا تطرح صعوبة استعمالها وتداولها في المدارس التربوية أو الجامعات· وأرجع المحاضر مصباحي خالد أسباب تدني استعمال اللغة وصعوبة نطقها إلى وجود عقدة نفسية لدى سكان الجنوب تجاهها نظرا لوجود جذور تاريخية جعلت اللغة الفرنسية تخرج عن نطاق اللغات الأجنبية، حيث يعتبرها لغة المستعمر الذي كان وجوده في الجنوب الجزائري وجودا عسكريا، وهو الاعتقاد الذي يعزز ويرسخ النظرة الدونية التي يحملها سكان الجنوب لهذه اللغة، مما يعني ''احتقارها''، وهو ما ينمي إحساسا بالكراهية والبغض، بسبب عزوف الأولياء عن ترغيب أبنائهم في تعلمها وانجر عن ذلك اتخاذ مدير التربية لولاية ورفلة قرارا يقضي بإلغاء امتحانات مادة اللغة الفرنسية على مستوى الولاية لعدم تلقي التلاميذ دروسا فيها، وهي الحادثة التي شهدتها الولاية خلال السنوات الماضية، وبناء عليه قال ''إننا نخاف من اندثار استعمال اللغة الفرنسية في الجنوب''·