قلت لحماري التعيس، كم هو جميل اعتراف الوزير الأول بأن الإدارة مجحفة في حق المواطن وتتعامل معه بالبيروقراطية والمحسوبية والرشوة. نهق نهيقا مستفزا وقال.. وكم هو غريب أيضا أن يكون المسؤول الأول عن الإدارة يعرف ذلك ولا يفعل شيئا. قلت.. بلاعقل سيفعل أكيد. قال.. سيفعل إذا كان هذا الأمر من انشغالاته وإن لم يكن الأمر كذلك سوف تعشش الرشوة أكثر. قلت.. ما هي مهامه إذن إذا لم يهتم هو وحكومته بالمواطن؟ قال ساخرا.. الاهتمام بالبولتيك مثلا. قلت.. كل شيء في مكانه يا حماري. قال وهو يتنحنح ويجذب أنفاسه من سيجارة الأفراز الكريهة.. والآن لا مكان لشيء آخر سوى السياسة وأنت تعرف البير وغطاه. قلت.. لا أعرف أي شيء مما تقول. قال.. أنت إذن تتغابى وتبحث عن الحلول الوهمية. قلت.. لماذا تريدني أن أفكر كما تفكر أنت؟ قال ناهقا.. لست وحدي من يفكر هكذا ولكن الشعب كله مثلي. قلت.. أي شعب هذا الذي تقول عنه؟ قال.. الشعب أهم ركن في مكونات الدولة. ضحكت دون انقطاع وقلت.. الآن فقط أعطيت الشعب قيمته؟ قال.. من يسمعك تقول هذا الكلام يظن أني ضد الشعب. قلت.. ليس كذلك ولكن كلامك متغير وفيه إن كبيرة. قال ساخرا.. لا شيء سيتغير وكل ما يقال هو كلام يذوب بمجرد أن يطلع النهار.