قلت لحماري النعسان ..."افطن" الوضع لا يدعو للنوم إطلاقا والجميع بدأوا يهرولون في كل الاتجاهات وأنت نائم؟ قال ناهقا...وهل تراني حمارا مهما لدرجة أن توكل لي السلطة مهمة الهرولة في كل الاتجاهات...السلطة تختار غاشيها و ناسها القادرين على تنفيذ ما تريد ولا يمكن أن تحتكم إلى حمار تافه مثلي قلت...أنت تافه غير معقول ويمكنك أن تفعل ما لا يفعل يا حماري قال ...أنا لا أريد أن أفعل أي شيء قلت..حتى لو كان في سبيل الوطن نهق نهيقا مخيفا وقال..هذه هي العبارة التي تجعل الجميع يجري دون كلل أو ملل وكلما نبهتهم إلى شيء يقولون لك إنه لخدمة الوطن. قلت...هل هذا عيب في نظرك؟ قال ...ليس عيبا ولكن الجميع أصبح يبرر تصرفاته المقبولة وغير المقبولة بمشجب خدمة الوطن قلت..وماذا يزعجك في ذلك؟ قال ناهقا..لا شيء ولكن لا أحب الكذب قلت...كلنا لا نحب الكذب ولكن لماذا تسميه كذبا وهو سياسة قال ...إذن هو سياسة فاسدة تهدف إلى الهدم وليس البناء تعجبت من كلامه وقلت..ومتى كانت السياسة تبني؟ قلت...كثيرا ما بنت وعلينا أن نرى بعين النقد وليس التجريح قال ...دعني في نعاسي لماذا تستفزني وبعدها يصبح كلامي علقما لك؟ قلت...لن أدعك لأنك مواطن وعلي الكلام ضرب بحافريه وقال ..صحيح أنا مواطن وصحيح أنه لا يتوجب علي سوى الكلام لذلك سأبرهن لك أني لا أعرف الكلام.