قال حماري الذي بلغ درجة كبيرة من اليأس لم يتضح سببها بعد، الحالة ما تعجبش ولا نفهم أسباب ذلك؟ قلت له مازحا..تقصد ارتفاع أسعار الكباش مع اقتراب العيد؟ ضرب بحافريه وقال..طبعا لا لا يا عزيزي قلت...إذن تقصد غلاء المعيشة الذي أصبح يؤرق المواطنين ويمنع عنهم راحة البال قال صارخا..لا لا قلت...أكيد إذن هناك مسألة خاصة تتعلق بك وبأمورك الداخلية جعلت منك تتأوه وتقلق على مستقبلك الذي لا ملامح له؟ قال ..أكيد لا لا قلت....إذن أين هذه الحالة التي لا تعجبك وضح كلامك قال ..كل ما يدور حولنا ينبئ بأن الحالة ملغمة قلت ساخرا..اه أنت تقص السياسة؟ قال ..طبعا وهل هناك شيء غير السياسة يا عززي قلت...طبعا هناك أشياء كثيرة أنت فقط لا تنتبه لها أو ربما لا تحاول ذلك قال...أعرف ولكن طغيان السياسة وأمورها يجعلك تنسى حتى اسمك قلت...لا أنا لست مثلك ولا أحاول أن أشغل نفسي بهم حتى لا أصير متابعا لأوهامهم ولا أسمح لهم أن ينغصوا حياتي قال ..والله نغصوها وانتهى الأمر قلت..لأنك تتابع خطواتهم ولا ترتاح إلا إذا عرفت ماذا يفعلون وماذا يخططون نهق نهيقا مقرفا وقال ..المصيبة أنهم لا يفعلون شيئا بل يُفعل بهم قلت...سيدي مليح زادو الهواء والريح قال...حسبنا الله ونعم الوكيل فيما تفعل السياسة بنا.