خلّفت أعمال العنف والمواجهات الأخيرة التي شهدتها ولاية غرداية بين الإباضيين والمالكيين، تأخرا كبيرا في الدروس بالنسبة للتلاميذ في جميع الأطوار التعليمية الثلاثة، بنسبة قاربت 3 أسابيع منذ بداية المواجهات إلى غاية الآن، حيث منع الأولياء أبناءهم من الدراسة خوفا عليهم من الاعتداءات، هذا التأخر سيؤثر كثيرا على سير الدروس، خاصة أن بعض نقابات التربية قررت الدخول في الإضراب بداية من الأحد المقبل. كشفت مصادر مسؤولة بقطاع التربية الوطنية بولاية غرداية، أن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها الولاية، أثرت كثيرا على سير الدروس، خاصة في البلديات والمناطق التي يقطنها المالكيون والإباضيون، حيث منع أولياء التلاميذ أبناءهم من الإلتحاق بالمدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة، خوفا عليهم من الاعتداءات، خاصة خلال الأسبوع الأخير، أين شهدت بعض المؤسسات التربوية اعتداءات، وسجلت جرحى وسط التلاميذ. وأشارت مصادرنا، إلى أن المدارس سجلت تأخرا كبيرا في الدروس قدرت بقرابة 3 أسابيع منذ بداية الاضطرابات بالولاية، وأكدت مصادرنا أن التلاميذ كانوا يرجعون الى الدراسة بصفة متقطعة منذ انطلاق الدراسة خلال الفصل الثاني، وهو ما سجل تأخرا كبيرا في الدروس في جميع الأطوار، إلا أن التلاميذ الأكثر تضررا هم تلاميذ الأقسام النهائية، حيث أكد مصدرنا أن هذه الفئة من التلاميذ هم الأكثر تضررا، خاصة أنه وبعد أن تهدأ الأوضاع سيتم تعويض هذه الدروس وبصفة مكثفة، وأكد المصدر ذاته أن أولياء التلاميذ في الوقت الحالي لا يهمهم سوى سلامة أبنائهم، خاصة أن الاعتداءات مسّت المدارس والتلاميذ. من جانب آخر، يواجه تلاميذ غرداية أيضا، وخلال الأيام القليلة المقبلة، شبح الإضراب الذي أعلنت عنه بعض نقابات التربية على غرار الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" الذي قرّر أن يكون الإضراب لأسبوع متجدد آليا، والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" لمدة يومين، وهذا بداية من 26 جانفي الجاري، حيث أن المدارس ما تزال تواجه مشكل عزوف التلاميذ عن الدراسة بسبب الخوف من الاعتداءات، وبعدها مباشرة إضراب النقابات الذي سيزيد من مدة التأخر في الدروس، وهو ما سيجعل التلاميذ والأساتذة والإدارة في مشكل كيفية تعويض هذا الكم الهائل من الدروس، حيث أن التلاميذ تقريبا لم يدرسوا أي شيء منذ بداية الفصل الثاني، وقد مر عليه قرابة 3 أسابيع من بدايته. يذكر أن أحداث العنف والاشتباكات التي عرفتها ولاية غرداية منذ شهر ديسمبر الماضي، أدت إلى منع أولياء التلاميذ أبنائهم من الالتحاق بالمدارس مع بداية الفصل الثاني على الرغم من التعزيزات الأمنية المشددة التي سخرها والي الولاية بالتنسيق مع مديرية التربية، حيث سخرت ما بين 15 إلى 20 شرطيا أمام المدارس وهذا لتأمين التلاميذ والمعلمين، إلا أن هذا الأمر لم يمنع من تعرض بعض المؤسسات التربوية من الاعتداءات خاصة خلال الأسبوع الجاري، أين تجددت المواجهات بين المالكيين والإباضيين، وسجلت إصابات في أوساط التلاميذ.