اختارت محافظة مهرجان الفن المعاصر، عشية الخميس الماضي، اختتام التظاهرة على نفس موسيقي جديد يستحضر في طبعة جديدة وحالية روح "الوود ستوك"، حيث دعت الجمهور إلى اكتشاف فرقة جديدة تستصيغ النبرة نفسها. إنهم "الواد ستوك". التظاهرة الأسطورية التي أذهلت العالم سنوات السبعينيات تستصاغ إذن بحلة شبابية جزائرية بحتة، في مبادرة هي الأولى وغير متوقعة من إدارة متحف الفن المعاصر التي اختارت الروك البديل لإنهائها بعد أن عودتنا على "حضرات كلاسيكية" من خلال تظاهرة "صور صوتية". وكأنها أرادت هذه المرة إعطاء الكلمة للشباب للتعبير عن نظرتهم إلى الفن الحالي. في ثاني ظهور لهم أمام الجمهور الذي كان مؤلفا أساسا من ذوي العشرينيات وما تحت، أعادت هذه الفرقة الشابة الجديدة لدرجة أن ملامح البراءة الفنية وحس المرح لدى أفرادها كان واضحا، جو السبعيينيات بملامح الوود ستوك، أكبر لقاء موسيقي عالمي عجز الكثير عن إعادة تنظيمه إلى اليوم، دام ثلاثة أيام باستقطاب ملايين الجماهير ومشاركة المئات من كبار الفنانين مثل جيمي هندريكس، جانيس جوبلن، سانتانا، ذي هو وقائمة طويلة. وسجلت هذه التظاهرة نهاية فترة "الفلاور باور" أو ما يسمى بتيار الهيبي المناهضة لتيار الستينيات المحافظ وأحدث ثورة سلمية في تغيير القيم الاجتماعية. تحريف الصياغة إلى "واد ستوك" واختزالها في مجرد فرقة يأتي في التوجه نفسه حسب علي مدوني مغني الفرقة "ليس الهدف من تسمية الفرقة الصبو لإعادة بعث الحدث في حد ذاته، بل تبني روحه في التعايش والمبادرة السلمية عبر الموسيقى والفرجة التي تخلقها، نحن نجد المتعة في الموسيقى قبل كل شيء..." من أشهر عناوين الوود ستوك والتي تأثرت بها هذه الفرقة هي من سجلات فرقة الروك الشهيرة "ذي هو"، قدمت كذلك عناوين من تأليفها بين الدارجة والانجليزية، تحوي في فحواها نبرة من حس الشباب وهواجسه، مثل الحياة العاطفية "ميس يو"، إلى مناهضة اختلال القيم الاجتماعية "ما تحقرش"، تبنتها في ألوان تنتقل من الروك بينك، إلى الهارد الروك وكذا الميتال. انسجم معها جمهور متفتح للثقافة العالمية سيما المتعلقة بالروك، حيث تجاوب معها وشجعها. هذه الفرقة التي تصبو إلى فرض نفسها كبديل في ساحة الروك الجزائرية، على حد قول علي مدوني، مكونة من خمسة أفراد إلى جانب المطرب، هم أنيس علال (غناء و غيتارة)، شوقي سليماني (غناء وغيتارة)، نزيم لعقون (باس) ورسيم سحولي (إيقاع) وبرزت بشكل رسمي بداية 2013، بصيغة تجمع بين "الأولد سكول" والاشتغال على نص معاصر، لقي تصورها الترحيب ضمن الحفلات التي أحيتها لحد اليوم. من لا يعرف الزومبا فهي طريقة علاج سيكولوجية رائجة وعلى ما يبدو ناجعة انطلقت من أمريكا وتداول عليها الرواد بأسعار باهضة، يتم ممارستها من قاعات الرياضة إلى الصرحة الطبيعية المترامية الأطراف. تتمثل الزومبا في أداء راقص يجمع بين كوريغرافيا اللاتينو مثل الصالصا، الكودورو، الريغيتون...إلخ أو كذلك من الكوريغرافيا الشرقية مثل رقص بولييود أو الرقص الشرقي والسوينغ. هو ما يعرف في مجمله برقصة "شاكيرا" كبرنامج علاجي وصل أمس إلى الجزائر، حيث تم تنظيم يوم كامل بإحدى قاعات اللياقة البدنية بالمركز التجاري القدس (الشراقة)، موجه لمساندة مرضى السرطان وداء السكري تحت عنوان "حفلة الزومبا بالوردي والأزرق". تحيي فرقة تارباعت سهرة فنية في الليلة الثانية من تظاهرة "ليالي الفايشون" التي تنظمها مجلة "لالة" النسوية بفندق الأوراسي مطلع الشهر القادم. هذه الليالي المكرسة لعروض الأزياء الخاصة بالنساء والتي تروج لعدة علامات للملابس الجاهزة وأزياء السهرات، تنظم للمرة الثانية، بعد تجربة أولى في بهو المركز التجاري باب الزوار، حيث استقطبت جمهورا كبيرا. فرصة تتجدد للتعرف والاطلاع على فرقة تارباعت التي عرفت كيف تصنع البديل في أغنية الشعبي بطابع فني معاصر ومنمق ميزته الخاصة أداء مطربها مروان بن صغير التقليدي وصياغة موسيقية متعددة ومركبة، مغايرة تماما للصياغة الأحادية والتقليدية لطابع الشعبي. بعد صدور ألبومها الأول "أو بارلور" (الى الثرثارين)، تواصل فرقة لانوت إحياء جملة من الحفلات، من بينها الموعد الذي تضربه مع جمهورها يوم 16 فيفري القادم، بالمسرح الجهوي لبجاية، في حفل تنظمه جمعية "ليزيقواط" الثقافية والسياحية. الفرقة التي تنحدر من الجيل الجديد معروفة بمزجها طبوعا فنية مؤسسة على الريغي أساسا، مع تأثيرات من الأفروبيت، الجاز والروك، وهي أساسا ذات توجه ملتزم تؤدي نصوصا نضالية تحتج فيها على أوضاع اجتماعية راهنة بصوت الشباب. حفل فني ستضمه يوم الحادي عشر من فيفري الجاري دار الثقافة طاوس عمروش (بجاية)، سيجمع فرق الجيل الجديد. حيث تشهد بجاية حالة إقبال كبيرة من الشباب خاصة للاطلاع واكتشاف الموجة الجديدة، سيشارك في هذا الحفل الذي تنظمه شركة خاصة سيكون ضيفها على رأس القائمة فرقة "فريكلان"، التي تنخرط في سجل ينتقل من الشعبي، القناوي، الريغي إلى الروك واشتهرت بعدة عناوين من بينها: "المدني"، "لالة ميرة" و«بنت السلطان". كذلك الفنان "ديب روفرز" الذي برز حاليا في نوع الجاز والمعروف باسم الشهرة "نوفاس" الذي تألق في فن الديجي، تعددت موهبته في طبوع عدة مثل الساول، الديسكو، الفانك، الهاوس والبوب وشارك فرقا كثيرة في عدة منصات قبل أن يلتقي منذ ثلاث سنوات "دي جي فيليب رضا" ويتوج لقاؤهما بعمل صنع الحدث في الإذاعات الأوروبية "شاين أوت" وحصل على المرتبة الثانية في إذاعة "أوربا أف أم" عام 2011. فرقة "غاراج باند" غنية عن التعريف لدى جمهور بجاية والتي تعيد أداء أشهر عناوين سجلات الفانك والروك العالمية، هي ضمن قائمة الأسماء المشاركة في هذا البلاطو الفني برفقة اسم جديد "ميوز" (بمعنى الملهمة) تقودها فنانة شابة "سهى" وهي معروفة لدى جمهورها في نوع الفولك روك.