بمستشفى مسعد بلغت أزمة الأوكسجين بعاصمة السهوب أوجّها في ظل وباء كوفيد. فبعد وفاة 07 مرضى بمستشفى الإدريسية هاهو مستشفى مسعد يرسل مرضاه إلى المستشفيات المجاورة لانعدام الأوكسجين ... وبالتوازي مع ذلك تفاقمت نفس المشكلة بمستشفيات عين وسارة والبيرين بشمال الولاية أين يعالج مرضى 10 بلديات وهي سيدي لعجال والخميس وحاسي فدول والبيرين وبنهار وعين وسارة والقرنيني وحد السحاري وعين افقه وبويرة الأحداب. مسعد تعاني وتحوّل مرضاها إلى الأغواطوالجلفة ... آخر الأخبار من مستشفى مسعد تتحدث عن نقص كبير في التموين بمادة الأوكسجين من ورقلة. ونتيجة لذلك فإن مرضى مصلحة كوفيد بمسعد تم تحويلهم ليلة أمس إلى المستشفيات المجاورة نحو عاصمة الولاية أو ولاية الأغواط أين يتوفر الأوكسجين. وتتحدث مصادرنا عن تحويل 14 مريضا. وحسب المعلومات التي استقتها "الجلفة إنفو" فإن مستشفى مسعد قد تناقصت حصته من الأوكسجين بعد قرار تحويل تزويد ولاية الجلفة بالأوكسجين من العاصمة إلى ورقلة وأفادت مصادرنا أن حصص الأوكسجين التي ينالها مستشفى مسعد من ورقلة قد تناقصت إلى 2000 لتر في ظل شح التموين واقتصاره على حصص معدودة حيث أنه يتم ارسال الطلبيات على الأوكسجين كل يومين. وخلال شهر جويلية 2021، تضيف مصادرنا، فإن مستشفى مسعد قد تزود 04 مرات فقط من ورقلة بمعدل 2000 لتر في كل مرة. في حين أن عدد مرضى وباء كوفيد لا يقل عن 35 مريضا. مع العلم أن المريض في الحالة غير الحرجة يستهلك 15 لتر في الدقيقة لتتضاعف الكمية إلى 30 لتر في الدقيقة. وهو ما يعني أن متوسط كمية الأوكسجين التي يحتاجها مستشفى مسعد لا يجب أن تقل عن 20 ألف لتر يوميا. يجدر بالذكر أنه بمستشفى مسعد تم تحويل هياكل 03 مصالح إلى مصلحة كوفيد مما يعني أن مستشفى مسعد يعيش ضغطا كبيرا بسبب نقص الأسرّة لا سيما للمصالح الجراحية والطبية الأخرى. وتتحمل السلطات العمومية بالجلفة وبوزارة الصحة مسؤولية كبيرة عن تفاقم الوضع بمسعد خصوصا وبولاية الجلفة عموما نتيجة تعطيل صفقات دراسة ومتابعة وإنجاز مستشفيات مسعد وعين وسارة وحاسي بحبح (120 سرير) ومستشفيات عين الإبل والشارف وحد السحاري وفيض البطمة وسيدي لعجال (60 سرير) ... دون الحديث عن التماطل في استلام وتجهيز مستشفى 60 سرير بدار الشيوخ الذي ينتظره سكان دائرة دار الشيوخ منذ أزيد من 10 سنوات!! عاصمة ولاية الجلفة ... الوضعية حرجة للغاية !! وبعاصمة الولاية لا يقل الوضع فداحة عن مسعد حيث أكدت لنا مصادر طبية متطابقة بمستشفى المجاهد "محاد عبد القادر" أن هناك معدل وفيات وصل إلى 03 ضحايا يوميا في ذروة الوباء بداء الكوفيد منذ انتشار الوباء في مارس 2020. وفي هذا الصدد تم تسجيل 04 وفيات في الليلة ما قبل الماضية. ونتيجة لاستفحال الوباء ببلدية الجلفة فإنه قد تم فتح مصلحتين استشفائيتين بكل من المستشفى المختلط "المجاهد هتهات بوبكر" والمؤسسة العمومية الاستشفائية "المجاهد محاد عبد القادر". هذه الأخيرة خصصت الطابقين الثاني والثالث للاستشفاء مع مصلحة الاستعجالات التي صارت هي الأخرى تستقبل مرضى الكوفيد. أما الفحص فقد خُصصت له العيادة متعددة الخدمات بحي الوئام. وفي آخر تحيين لإحصائيات الليلة الماضية بمستشفى "محاد عبد القادر" فإنه يتواجد به أزيد من 60 مريض موزعين على طابق مصلحة الكوفيد بتعداد 45 حالة والطابق الثاني بتعداد 16 حالة. وقد حدث انقطاع في الأوكسجين حوالي الثانية والنصف صباحا ونتيجة لذلك وقع استنفار كبير لغاية العاشرة من صباح اليوم من أجل جلب الأوكسجين. وفي هذا الصدد تقول مصادرنا أن الكثير من المرضى في سن الشباب. وقد أكدت مصادرنا الطبية أنه لم يعد التحدي في التكفل بكبار السن أو الشباب بل لم يعد التحدي أمام الوباء في حد ذاته ... بل فقط في ضرورة توفير الأوكسجين. ومن جهة أخرى تحدث مصدرنا عن نقص في أجهزة قياس نسبة تشبع الأوكسجين بالدم "saturomètre" حيث وجه نداء لتوفيرها لأنها شبه منعدمة. حيث لا يوجد سوى 03 ثلاث أجهزة يتم تحويلها بين أصابع أكثر من 40 مريضا في طابق واحد. يجب التذكير في الأخير أن الحل لمعضلة الأوكسجين بولاية الجلفة لا تمليه فقط الوضعية الوبائية بل في الحالة العادية وقبل الوباء كان يجب أن يكون لولاية الجلفة مصنع للأوكسجين بسبب العامل الديمغرافي والعامل الجغرافي (الموقع والحدود مع 09 ولايات تقع في السهوب والصحراء والهضاب والمتيجة والتل) ... وستعود "الجلفة إنفو" بمزيد من التفاصيل لقضية الحلول القانونية والهيكلية والتكوينية لمعضلة الصحة بولاية الجلفة.