احتضنت أمس كلية الآداب و اللغات و العلوم الإنسانية و الاجتماعية فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمه قسم العلوم الإنسانية إحياء لذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ونشطه عدد من أساتذة التاريخ بجامعة زيان عاشور بالجلفة . واعتبر الأستاذ سالم الجرد في مداخلته أن تاريخ 11 ديسمبر 1960 بمثابة نقطة تحول في مسار الثورة الجزائرية وإحدى اهم المحطات الكبرى في تاريخ الجزائر ، حيث ركز في حديثه عن جملة من احداث الثورة التي مهدت لهذا التحول التاريخي بداية من الفاتح نوفمبر 1954 مرورا بهجومات 20 اوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في العام الموالي ، كانت تؤكد كل مرة استمرارية الثورة وتنظيمها وسريانها في كل ربوع الجزائر ، ليأتي تأكيد الجزائريين على التفافهم حول جبهة التحرير تحت راية " الجزائر مسلمة مستقلة " في مظاهرات حاشدة تفنيدا لما حاول ديغول الترويج له حين استقبله المعمرون في عين تموشنت بشعار "الجزائر فرنسية " مناهضة لما دعا اليه ديغول "الجزائر للجميع تحت الإطار الفرنسي" . من جهة ثانية أكد الأستاذ لباز الطيب في سياق حديثه عن المناسبة أن ديغول كان يؤمن بالحل السلمي حين قال لمجموعة من قادته العسكريين وعلى رأسهم "شال " : (أشك ان الحل العسكري سيصلح في قضية الجزائر ) ، وأضاف الأستاذ لباز ان الجنرال "شال" اتخذ كل التدابير العسكرية لمحاولة حصار الثورة وعزلها ، الى جانب سياسة ديغول التي حاول من خلالها استمالة الشعب الجزائري وإضعاف مواقف الحكومة المؤقتة ، إلا أن الشعب الجزائري أكد في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تلاحمه لنصرة قضيته التي رسمها بيان أول نوفمبر 1954 ، وهو ما شكل رسالة واضحة عبر فيها الشعب عن قوة إرادته للحرية ولا شيء سواها ، مما عزز من صوت الثورة في المحافل الدولية . الأساتذة لباز الطيب، سالم الجرد، برابح الشيخ من جهته تحدث الأستاذ برابح الشيخ عن مأساة الجزائريين المتواصلة رغم مرور 52 من الإستقلال ، فمعركة الذاكرة لاتزال مستمرة ، وأرشيف الثورة لايزال حبيس الأدراج الفرنسية ،وثائق وأشرطة سمعية بصرية ، مع ملاحظة استمرار معاناة الجزائريين مع قضية الألغام المزروعة على الحدود الشرقية والغربية حيث أكد المتحدث استمرار الجرائم الفرنسية ضد الإنسانية وامتناع فرنسا عن تقديم الخرائط و الوثائق للسلطات الجزائرية .