وصلت أول كمية من النفط المتسرب في خليج المكسيك إلى جزيرة قبالة سواحل ولاية لويزيانا الأميركية، وسط تحذيرات من وقو كارثة مشابهة في البحر المتوسط. وقال مسؤول في الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي هناك نفط في كل أنحاء جزر شاندلير، وهذا هو الزيت الوحيد على الخط الساحلي الذي أمكننا اكتشافه. وأوضحت شركة «بريتش بتروليوم» التي تدير بئر النفط التي شهدت الحادث المتسبب في التسرب أنه قد تأكد رؤية أول طبقة زيتية رقيقة في جزيرة فريماسون عند الطرف الجنوبي لجزر شاندلور قبالة لويزيانا بعد أكثر من أسبو من بدء تسرب النفط إلى خليج المكسيك. وأعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في أن يتمكن قٌمع احتواء مصنو من الصلب سيقوم أفراد من الشركة بإنزاله إلى مياه خليج المكسيك من السيطرة على النفط المتسرب. وصمم قمع الاحتواء الذي يصل وزنه إلى نحو مائة طن للسيطرة على النفط ومن ثم ضخه إلى السطح وتجميعه. وتم استخدام جهاز مماثل في آبار ضحلة خلال إعصار كاترينا. وبعد أسبوعين من انفجار منصة النفط ديب ووت ثم غرقها في النهاية، ما زالت شركة بريتش بتروليوم تحاول وقف التسرب من مصدرين في رأس البئر في قا الخليج على عمق 1500 متر تحت سطح البحر، وذلك بعد سد مصدر ثالث في وقت سابق أول أمس الأربعاء. وكانت منصة ديب ووتر هورايزون التي تشغلها الشركة قد انفجرت يوم 20 أفريل الماضي مما تسبب في فقد 11عاملا اعتبروا في عداد القتلى، ولم ينجح صمام الأمان بهذه المنصة في أن يغلق آليا بما يمنع انفجار البئر، وامتدت المخاوف إلى حوض البحر الأبيض المتوسط. وحذرت مجموعة أوشينا المعنية بقضايا البيئة من أن البحر المتوسط قد يصبح مثل خليج المكسيك، حيث تسببت بئر نفطية منفجرة بقذف النفط الخام في مياه البحر. وأعلنت أوشينا من العاصمة الإسبانية مدريد أن العديد من دول البحر المتوسط تمنح تراخيص جديدة لاستغلال النفط في البحر المتوسط، الذي يعتبر بالفعل أكثر البحار تلوثا في العالم. وطبقا لأرقام طرحتها المجموعة، فإن إيطاليا لديها بالفعل 66 بئرا نفطية نشطة، معظمها في البحر الأدرياتيكي وجنوب وغرب صقلية، وتخطط لفتح 24 بئرا أخرى على الأقل. وأوضحت أوشين أن مصر وتونس وليبيا ومالطا وكرواتيا تخطط أيضا لحفر آبار نفط بحرية جديدة، بينما تستعد إسبانيا لمنح تراخيص تنقيب جديدة عن النفط والغاز قبالة سواحلها الشرقية والجنوبية. وقالت إن مثل هذه السياسات تجاهلت العواقب الخطيرة للتسرب النفطي مثل ما حدث في خليج المكسيك داعية الحكومات إلى تعزيز تنمية موارد الطاقة المتجددة.