سلم أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، نسخة من ميثاق المشروع التمهيدي الخاص ب «الجبهة الشعبية الصلبة» إلى الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد من أجل إثرائه، كما وقعا بالمناسبة على إعلان مشترك أهم ما جاء فيه، تأكيد «الدعم المطلق والمساندة اللامشروطة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لمواصلة المسيرة التنموية والإصلاحية، وقيادة البلاد في المرحلة المقبلة»، ويكرس الالتفاف حول الجبهة التي تأتي استجابة لنداء رئيس الجمهورية، واصفين النداء ب «القوي لحماية البلاد». في خطوة أولى من نوعها، منذ إعلان قيادة الحزب العتيد على لسان أمينها العام، عن قيادة مبادرة الجبهة الشعبية الصلبة دونما السعي وراء زعامتها،تنقل أمس ولد عباس إلى مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أين وقع مع الأمين العام سيدي السعيد على تصريح مشترك، اذ لم يسبق له وأن تنقل وانما كان في كل مرة يستقبل الأحزاب وممثلي المجتمع المدني بالمقر المركزي بحيدرة، غير أن مقر المركزية النقابية الذي يحمل تسمية دار الشعب، له دلالة ورمزية لا تقل أهمية، كما سلمه أول نسخة من المشروع التمهيدي للجبهة الشعبية الصلبة، بمعية الوفد المرافق له المكون أساسا من أعضاء المكتب السياسي، الذين تختصر أسماءهم حسبه «ما قام به في منصبه طيلة عامين». ولعل أهم نقطة وردت في الإعلان المشترك الموقع، بعد ارسال المركزية النقابية الأحد المنصرم لائحة أعلنت من خلالها الانضمام إلى الجبهة الشعبية الصلبة، تأكيد «الدعم الطلق والمساندة اللامشروطة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لمواصلة المسيرة التنموية والإصلاحية، وقيادة البلاد في المرحلة المقبلة». واستهل ولد عباس كلمته التي ألقاها بالمناسبة، بالحديث عن المكتسبات مشيرا إلى أن الجزائر حققت مكتسبات منذ الاستقلال، لكن ليس بحجم ما تحقق خلال العشريتين المنقضيتين، لعل أبرزها التخلص من مديونية ناهزت 32 مليار دج، أي ما يعادل 150 مليار دولار اليوم، وسحب قانون المحروقات في العام 2005 ، معرجا على النداء الذي أطلقه رئيس الجمهورية يوم 20 أوت الماضي في رسالة وجهها إلى الشعب بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، معتبرا بأنه «قوي ن أجل إنقاذ البلاد». وبعدما جدد التأكيد بأن «الأفلان» القوة السياسية الأولى في البلاد لا يعتزم احتكار المبادرة، على اعتبار أن النداء يتطلب التفاف الجميع من أجل أجيال المستقبل»، وكذا «الحفاظ على الجزائر شعبا وترابا واحدة موحدة، والحفاظ على أنها واستقرارها»، وقال ولد عباس في السياق «كونوا فخورين برئيس الجمهورية الذي شاهدتموه أمس، لدينا رئيسا عملاقا». كما فتح قوسا في السياق ثمن من خلاله جهود الجيش الوطني الشعبي، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الوطني أحمد قايد صالح «القائم بدوره على أحسن ما يرام في الدفاع عن الأمن والوحدة». كما حرص على تصحيح ما تم فهمه خطأ حسبه، في إشارة إلى سيدي السعيد الذي تحدث عن مرضه ومغادرة منصبه، جازما بأنه باق على رأس المركزية النقابية و»لن يتخلى عن منصبه»، ونفس الشيء ينطبق عليه وخلص إلى القول «لدينا ثقة في أنفسنا، ولا أحد يزعزعنا».، وقبل ذلك ذكر بقرار الشراكة بين القطاع العام والخاص الذي عارضه «الأفلان»، جازما مجددا بأن «لا أحد يمس القطاع العام الاستراتيجي». من جهته أوضح سيدي السعيد، بأن الاتحاد و»الأفلان» اللذين شاركا في بناء الجزائر جمعها مجددا، النداء المهيب لرئيس الجمهورية من أجل بناء الجبهة الشعبية الصلبة، التي تمكن الجزائر من التقدم أكثر في القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجديد الالتفاف حوله من أجل استكمال الانجازات التي قام بها خلال 20 سنة الأخيرة، أبرزها المصالحة الوطنية التي كانت أرضية سمحت بتحقيق مكتسبات هامة، ما كانت لتتحقق في انعدام الاستقرار، وكذا تسديد المديونية وترسيم الأمازيغية ويناير يوما وطنيا واضعا حدا نهائيا للمتاجرة به. والجبهة الشعبية الصلبة ستكون أضاف يقول بمثابة الحصن المنيع لاستكمال الديناميكية التنموية والمجتمعية، ولم يفوت المناسبة لتأكيد التفاف الطبقة الشغيلة حول رئيس الجمهورية وهو شيء لمسه خلال التجمعات النقابية، معتبرا أنه مكسب لابد من الحفاظ عليه وإعطائه كل الفرص ليستمر لفائدة الجزائر، لافتا الى أن «دعمنا ليس مبني على النفاق ولا لغة الخشب، وإنما على حقائق تتمثل أساس في الأمن والاستقرار والانجازات المحققة».