وصف عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما المعارض للتوجه الفلسطيني لطلب عضوية الأممالمتحدة هذا الشهر بأنه مؤسف ويعبر عن ''لهو سياسي'' . وانتقد شعث في تصريحات صحفية أمس إصرار أوباما على الدعوة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل رغم مواصلة الأخيرة البناء الاستيطاني ورفض كافة الحقوق الفلسطينية. واعتبر أنه «من المؤسف استمرار رؤساء الولاياتالمتحدة في نسج سياساتهم بناء على مواقف إسرائيل ومصلحتها خاصة في الفترات ما قبل إجراء الانتخابات الأمريكية» مضيفا أن «هذه سياسة سيئة لا تأتي بنتيجة». وحث شعث الإدارة الأمريكية على ضرورة مراجعة حساباتها خاصة في ظل الموقف السعودي الذي هدد بتضرر علاقة الرياض مع واشنطن في حال استخدام حق النقض «الفيتو» ضد الطلب الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى جانب الموقفين المصري والتركي ضد إسرائيل. وكان أوباما قد صرح في واشنطن أمس الأول الاثنين بأن المسعى الفلسطيني لنيل اعتراف الأممالمتحدة بدولة مستقلة يعد خطوة لصرف الأنظار لن تؤد إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. واعتبر أوباما أن الطريق الوحيد لحل هذه المسألة يكمن في اتفاق إسرائيلي فلسطيني ليس إلا مشددا على أن قرار من الأممالمتحدة لن يؤدي إلى تغيير الوضع على الأرض . وكان الرئيس الامريكى باراك اوباما قد أكد ان بلاده ستعارض بقوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية اذا طرحت على مجلس الامن الدولي. وقال اوباما لمجموعة من الصحافيين يوم الاثنين: «أن الولاياتالمتحدة تعتزم تقديم معارضة قوية للغاية إذا ما أحيلت القضية إلى مجلس الأمن الدولي» . واكد الرئيس الامريكى ان الفلسطينيين «يعتزمون كما اعتقد الذهاب الى الجمعية العامة، نحن ليس لدينا الا صوت واحد في الجمعية العامة وبالطبع هناك الكثير من الدول المستعدة لدعم الفلسطينيين تبعا لما سيكون عليه القرار». واضاف: «هذا الأمر مختلف جدا عن الذهاب الى مجلس الأمن لقد سبق لي وان قلت علانية انه اذا طرح هذا الامر على مجلس الامن فعندها سنعارضه بقوة». واعتبر ان الجهود التي يبذلها الفلسطينيون للحصول على إعتراف بدولتهم في الأممالمتحدة تعد ''إنحرافا'' عن مسار عملية السلام ولن يحل المشكلة، هذه المسألة لن تحل الا اذا توصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق. وتابع اوباما: «في الجمعية العامة نفوذنا على هذه العملية اضعف بكثير، سنواصل التشاور مع جميع الاطراف المعنية كي يؤدي أي تحرك يجرى في نيويورك الى اعادة اطلاق عجلة المفاوضات». كما حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما إسرائيل من اتخاذ اي إجراءات انتقامية ضد الفلسطينيين واصفا المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف أحادي بدولة مستقلة من الأممالمتحدة بأنه تشتيت لجهود تحقيق السلام في المنطقة. وقال أوباما في مائدة مستديرة مع صحافيين في واشنطن الليلة قبل الماضية «إن إسرائيل سوف تلحق الأذى بنفسها إذا ما انتقمت لأي إجراء مثل هذا من جانب الفلسطينيين عبر سحب الموارد الموجهة للحكم الذاتي الفلسطيني»، مؤكدا أن «مثل هذا الإجراء سوف يضر بإسرائيل ولن يساعدها» . وأضاف: «أن توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة لن يحل مشكلة الدولة»، مشددا على أن هذه القضية سوف يتم حلها فقط عبر إتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على أمور محددة بشأن حل الدولتين . واكد على ان «ما يحدث في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد يشغل انتباه الكثير من وسائل الإعلام إلا أنه لن يغير ما يحدث على الأرض حتى يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون معا». كما هدد نائب زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي اريك كانتور بان المجلس قد يصوت على وقف المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية ان هي حصلت من الاممالمتحدة على اعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال كانتور يوم الاثنين: «ان موقف مجلس النواب الامريكي هو اننا لا ندعم ولن ندعم باي شكل من اشكال المساعدة كيانا يضم حماس والسلطة الفلسطينية او جهدا للحصول على اعلان احادي الجانب للدولة الفلسطينية في الاممالمتحدة». واضاف: «ان النواب الامريكيين يعارضون قيام دولة فلسطينية من دون ضمانات حقيقية لامن اسرائيل». عريقات: اتفاقية أوسلو مع إسرائيل لم تعد موجودة على الاطلاق اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الثلاثاء أن اتفاقية «أوسلو» التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل في سبتمبر عام 1993 «لم تعد موجودة على الإطلاق» . واتهم صائب عريقات في تصريح لإذاعة «صوت فلسطين» إسرائيل بقتل بنود اتفاق «أوسلو» قائلا: «لم يكن العيب في المفاوضات والمحادثات وعملية السلام لكن العيب في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي قتلت بنود الاتفاق» . وأضاف عريقات: «عندما جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحكم دمر كل اتفاق ''أوسلو'' تدميرا كليا وممنهجا وبعد ذلك جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون الذي دمر مؤسسات السلطة الفلسطينية» . وتابع عريقات: «كان على إسرائيل أن توقف كافة الأنشطة الاستيطانية وأن تمتنع عن كل الإجراءات التي تجهض قضايا الوضع النهائي لكنها استمرت في الاستيطان والتهويد وفرض الإملاءات وهدم البيوت والاقتحامات وكأن الاتفاقات غير موجودة» . ووقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية «أوسلو» في العاصمة الأمريكية واشنطن في سبتمبر 1993 وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرية في عام 1991 وأفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد. ونصت الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الفلسطينية ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية لإتمامها في أقرب وقت ممكن بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية . كما تضمنت الاتفاقية بأن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية بما فيها القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.