أذهب إلى مكاني المعتاد في المقهى، أخرج كومة من الأوراق و أبدا بعملي. أرى من بعيد فتاة شابة جميلة للغاية تراقبني بنظرات سريعة وثاقبة، لم أهتم بهذه الفتاة فلقد كان كل تركيزي باتجاه كومة الورق. تتقدم نحوي الفتاة: - مرحبا أستاذ. فأرد عليها، وأنا غارقا بين الأوراق: - مرحبا أهلا وسهلا. تنظر الفتاة على أوراقي: - أستاذ ماذا تفعل ..؟؟ - أنني أعمل. - ماذا تعمل..؟؟ التفت عليها، وعلامات الغضب مرسومة على وجهي: - عذرا لماذا تسأليني ماذا تريدين..؟؟ تصمت الفتاة وتبتعد عني بهدوء من دون أن ترد أو تظهر أي انفعال على كلامي الذي قلته، أعود ثاني يوم لنفس مكاني في المقهى وأجد الفتاة هي نفسها تراقبني من بعيد. لم اهتم بالفتاة فعملي هو ما يشغل تفكيري، تتقدم الفتاة نحوي: - مرحبا أستاذ أرجوك لا تغضب مني. - لا لست غاضبا بتاتا و لكن قولي لي ماذا تريدين ..؟؟ - هل أنت شاعر أم قاص أم ناقد..؟؟ - لست أي منهم. - وماذا تعمل أنت..؟؟ فأجيبها والغضب بدأ يتسلل إليّ: أنني أعمل في مطبعة، وأقوم بتدقيق الكتب التي تقوم المطبعة بطباعتها. ترتسم ابتسامة كبيرة على وجهه: - معنى هذا أنك عبقري باللغة العربية..؟؟ فأجيبها وأنا أبتلع الغضب في داخلي: - نعم الحمد الله. فترد الفتاة و الفرح يغمرها: - هي يمكنني أن أجلس بقربك، وأخذ صورة معك..؟؟ أقف من مكاني، وأكاد أفقد أعصابي بعد ما سمعته: - ابعدي عني فهل أن أعرفك لكي تأخذي صورة معي..؟؟ ترد الشابة وهي تحاول تهدئتي: - أرجوك أستاذي فقط صورة واحدة، فسوف أضعها على صفحتي على موقع الفيسبوك. يتقدم أحد عاملي المقهى باتجاهي وباتجاه الفتاة: -هيا اخرجي من هنا. تشعر الفتاة بخوف شديد، وتخرج على الفور من المقهى. يعود الهدوء لي، وأجلس على الكرسي وإذ يقول لي عامل المقهى: - أستاذ هذه الفتاة الغبية كل شهر تقوم بهذه الفعل. أشعر بالاستغراب و التعجب من كلام عامل المقهى : - هل تمزح أم انك تقول الحقيقة..؟؟ - صدقني أستاذ هذه هي الحقيقة فكم من شخص تعارك معها مثلك ،وهناك من استجاب لرغبتها لأنه علم بغبائها الشديد . ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهي، وعلى وجه عامل المقهى بسبب ما قاله فحقا شر البلية ما يضحك.