على وقع خبر اعتزال عنتر يحيى ونذير بلحاج وكريم مطمور، يعسكر المنتخب الوطني بداية من ال 6 من هذا الشهر الى غاية 16 جوان القادم على ثلاثة مراحل من أجل التحضير للمواعيد الثلاثة الهامة التي تنتظره في اطار التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2014 بالبرازيل و كأس أمم إفريقيا العام المقبل بجنوب إفريقيا. وكما عود هاليلوزيتش اللاعبين والجمهور الجزائري بعقلية الفوز ولا شيء غيره، فإن التحضيرات ستجرى في جدية كبيرة جدا كون الأمر يتعلق بكأس العالم وضرورة تحقيق الانطلاقة المثلى أمام المنتخب الرواندي الذي سيصل الى الجزائر في الفاتح جوان، وبعده منتخب مالي أكبر منافس للخضر على تأشيرة العبور وتختتم المباريات بلقاء العودة ضد غامبيا في تصفيات كأس إفريقيا. إذا فثلاثة تحديات مهمة بانتظار المنتخب الوطني ليثبت للانصار أنه أحدث القطيعة مع مرحلة الفراغ الرهيب التي دخلها بمجرد خروجه من المونديال الإفريقي، بعد فوزه في أدغال إفريقيا في لقائه الرسمي الأخير الذي كان آخر ظهور للقائد عنتر يحيى وآخر هدف له بألوان المنتخب. هاليلوزيتش متفائل أبدى الناخب الوطني ارتياحه من التجاوب السريع للمجموعة مع طريقة عمله وخطابه الداعي الى ضرورة التفكير في الفوز والعمل على تسجيل أكبر قدر من الأهداف، لكنه اشترط توفر عنصريين أساسيين هما المنافسة والمستوى البدني المقبول بالنسبة للمحليين. وبالنسبة للشرط الأول فهو متوفر لدى أغلب المحترفين باعتبارهم خاضوا أفضل مواسمهم منذ التحاقهم بالخضر خاصة بالنسبة للمعول عليهم كثيرا كالمتألق مع فالنسيا الاسباني سفيان فيغولي وفؤاد قادير مع فالنسيان الفرنسي ومهمدي لحسن في خيتافي وبدرجة أقل بودبوز ومجاني وهدي مصطفى الذين صارعوا طيلة الموسم من أجل تفادي السقوط الى الدرجة الثانية.أما قلب الهجوم رفيق جبور الغائب عن لقاء غامبيا فيوجد بدوره في حالة ممتازة بعد نيله الثنائية مع فريق اليوناني أولمبياكوس وسيكون التحاقه لتأكيد استفاقته واقناع الناخب الوطني الذي لم يتمكن من معرفة مستوى رفيق عن قرب بسبب الاصابات التي يتعرض لها كلما وجهت له الدعوة. هذه الوضعية ستكون دون شك في صالح هاليلوزيتش وتعطيه خيارات عديدة سيبدأ في تطبيقها بداية من المباراة الودية ضد منتخب النيجر بالبليدة في ال 26 من الشهر الجاري ومن الممكن أن تمنح فيها الفرصة كاملة لبعض اللاعبين المحليين الذين تم استدعاؤهم الى التربص الأخير الخاص بهم على غرار بن موسى والمدافع سعيد بلكلام الذي زادت حظوظه في التواجد في الدفاع بعد اعتزال عنتر يحيى وكذا عبد المومن جابو المطالب بالتخلي عن الخجل إذا أراد الاندماج بالشكل المناسب في المجموعة. يجب احترام رواندا ... انحصر حديث لاعبي المنتخب الوطني في مختلف تصريحاتهم لوسائل الاعلام على المباراة التي سيواجهون فيها المنتخب المالي، باعتباره أحد أقوى الفرق في القارة السمراء نظرا لقيمة الاسماء التي يملكها، ولم يعيروا القدر الوافي من الاهتمام لرواندا التي تحضر في صمت والعمل على إحداث المفأجاة بملعب تشاكر بالبليدة في ال 03 من جوان القادم والثأر لهزيمتها في ذات الملعب سنة 2009 بثلاثة أهداف مقابل واحد. وسيفتح الفوز عليها دون شك الباب على مصراعيه لمواصلة النتائج الايجابية حتى وإن كان خارج القواعد بعدما قلت درجة الصعوبة والتخوف مع التقني البوسني الذي يملك خبرة طويلة اكتسبها مع منتخب الفيلة الإفوارية. الفوز على مالي يعني نصف الطريق لا شك أن الناخب الوطني يعمل على تحضير أشباله للمباريات القادة وفق أجندة معينة بما يخدم التعامل مع كل فريق حسب خصائصه وامكانياته ويبقى مالي المنتخب الذي من شأنه يعرقل مسيرة محاربينا بالنظر لتعداده الغني بأسماء تنشط في أفضل النوادي الأوروبية، وأول تصادم معه سيجري في ال 09 من جوان.. وتبقى العودة من هناك بنتيجة ايجابية في غاية الأهمية وإذا تحقق الفوز فحينها يمكن القول أن نصف الطريق لبلوغ الدور القادم قد تم قطعه مع عدم التقليل من شأن البنين ورواندا في لقاءات العودة.