تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا «كوفيد 19» المستجد، بعاصمة الأوراس باتنة، 1200 حالة إصابة مؤكدة مخبريا أو عن طريق السكانير، لتسجل المرافق الصحية المخصصة للتكفل بالمصابين تشبعا كليا، ما أدى إلى فتح مرافق إضافية لاحتواء الأعداد الكبيرة للمصابين. يشهد المخبران المعتمدان، بباتنة، لإجراء التحاليل المشخصة للفيروس، ضغطا كبيرا بسبب عشرات المئات من العينات التي تصله يوميا، ما دفع المواطنين المشتبه في إصاباتهم إلى التوجه لإجراء هذه التحاليل بمخابر خاصة تم فتحها مؤخرا. وتعتمد المخابر أسعارا مرتفعة أمر استنكره المواطن، لاسيما وأنه يتزامن والجائحة، مما دفعهم الى مناشدة أصحاب هذه المخابر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتخفيض أسعار التحاليل والسكانير، لانتشار الوباء وعدم تمكنهم من جمع المبلغ ففي بعض الأحيان أسر بكاملها تضطر لإجرائها ، خاصة عندما تسجل عائلة ما إصابة مؤكدة تحتم على باقي أفراد العائلة إجراء التحاليل. وتشبعت أسّرة المستشفيات بالمدن الكبرى لباتنة عن آخرها، بعدما أصبحت عاصمة الولاية ودائرتا مروانة وبريكة بؤرة لتفشي الوباء، ما دفع الأطقم الطبية وشبه الطبية إلى تنظيم وقفات احتجاجية داخل المؤسسات الاستشفائية لإيصال صوتها للمسؤولين، بغية التدخل وتوفير إمكانيات تكفل جديدة وأجهزة وأسّرة، إضافة إلى رغبتهم في تحسيس المواطن بخطورة الوضع القائم. وكحل لهذه المشكلة لجأ الأطباء إلى اعتماد طريقة الأولوية في الظفر بسرير، حيث يتم توجيه الأشخاص المصابين في حالات مستقرة إلى الاستشفاء المنزلي لتخفيف الضغط وضمان عدم احتكاكهم بأشخاص غير مصابين، مع متابعتهم للعلاج والاستمرار في المراقبة والمتابعة والاستشارة بالمستشفى، في حين يتم الإبقاء على الحالات الحرجة وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بالمستشفيات، لضمان متابعتهم ميدانيا. وسجلت الولاية ارتفاعا مخيفا ومقلقا للغاية في عدد حالات الوفاة بسبب كورونا، بعد تجاوز 100 حالة وفاة، المسجلة خاصة في أوساط كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. بدور المؤسسة الاستشفائية لمدينة عين التوتة وجهت نداء استغاثة لكل الأطباء وشبه الطبيين الخواص والمتقاعدين وحتى حاملي الشهادات في الطب والتمريض للتطوّع في مجابهة الفيروس التاجي والتكفل بمرضى كوفيد خاصة بعد أن امتلأ المستشفى عن آخره ولم يعد الطاقم الطبي قادرا لوحده على التكفل بالمصابين في ظل تسجيل عدة إصابات في أوساط الممرضين والأطباء بعين التوتة. وتدفع باتنة كغيرها من الولايات ثمن استهتار بعض ساكنتها بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، وخروجهم في أريحية تامة بدون احترام إجراءات الوقاية والتباعد، إضافة لوجود مصابين في بداية انتقال العدوى لهم، يتجولون بشكل طبيعي في الأسواق والشوارع غير آبهين باحتمال نقلهم لعدوى الفيروس لغيرهم من المواطنين الأصحاء. يرتقب أن تشهد الولاية انخفاضا في عدد الإصابات في الأيام القادمة بسبب تشديد إجراءات الحجر وغلق العديد من الفضاءات المفتوحة للجمهور، وكذا تعليق عقود الزواج، وإقامة المناسبات العائلية ومجالس العزاء، وغلق الأسواق الأسبوعية وأسواق الماشية، موازاة مع فتح مصالح أخرى للكشف والتشخيص والتكفل لاحتواء المرضى الذين كانوا يتوافدون سابقا على المؤسسة العمومية الاستشفائية للأمراض الصدرية والمعدية. ... ورجال أعمال يتضامنون لاقتناء تجهيزات للمستشفيات قرّر العديد من رجال المال والاعمال والمستثمرين بباتنة، توحيد جهودهم لاقتناء مختلف العتاد الطبي والتجهيزات والمستلزمات التي تحتاجها الاطقم الطبية بالولاية للتكفل الجيد بالمرضى المصابين بفيروس كورونا كوفيد. المبادرة الخيرية والإنسانية كان قد دعا إليها رئيس بلدية باتنة السابق كريم ماروك المعروف بنضاله المستميت من أجل القضايا الخيرية والإنسانية خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية، كجائحة كورونا، بالتنسيق مع أطباء أخصائيين لدعم مختلف الجهود الوطنية لمواجهة تفشي الفيروس بولاية باتنة، بعد حملات التحسيس والتوعية التي قادها في عدة منابر على غرار صفحته الشخصية في فايسبوك. وقد لاقت المبادرة استحسانا كبيرا من طرف ساكنة الولاية الذين ثمنوا موقف ماروك ومن معه، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات ستساعد لا محالة في التخفيف من وطأة وخطورة الوضع، حيث التقى رجال المال بقاعة الحفلات العز في حملة 3، بحضور ممثلي مديرية الصحة وعدد من الاطباء المختصين المشرفين على ملف الوباء بالولاية، أين تم تحديد مختلف احتياجات المصالح الاستشفائية والوسائل الطبية لاقتنائها خاصة ما تعلق بقارورات الأوكسجين وأجهزة للتنفس وكذا وسائل وأدوات الوقاية والتعقيم من كمامات وألبسة واقية وغيرها والتي تم توفير العديد منها بمجرد انتهاء اللقاء. أكد عبد الكريم ماروك، صاحب المبادرة أن الهدف منها خيري، إنساني وطني لإغاثة المرضى ودعم جهود الفريق الصحي وتحسيسه بوقوف كل سكان الولاية معهم في حربهم ضد الفيروس التاجي، مثمنا كل مجهوداتهم التي أكد بشأنها أنها لن تقدر بثمن، لكن التاريخ سيذكرها على مر ّالزمن. كما جاءت المبادرة، يضيف ماروك استجابة لنداء التضامن الوطني وبعد اتصالات شخصية أجراها مع بعض المستثمرين الذين سبق له وان نظم معهم مبادرات خيرية كثيرة ومختلفة، أين لمس لديهم نية صادقة في دعم الولاية وإنقاذ مرضاها والاستجابة لنداءات أطقمها الطبية التي أثنت على المبادرة متمنية تعميمها وتوسيعها أكثر وأكثر.