ينطلق المنتخب الوطني مساء اليوم في ماراطون حقيقي من المقابلات التي تقوده إلى غاية نهاية شهر جوان القادم، وستكون البداية أمام منتخب النيجر في مباراة ودية بالبليدة تكون بمثابة اختبار حقيقي قبل المواعيد الرسمية الثلاث أمام رواندا ومالي وغامبيا. وبالرغم من أن مباراة اليوم ودية تحضيرية إلا أن توقيتها يجعلها هامة للغاية على عدة مستويات، خاصة بالنسبة للطاقم الفني الذي سيحاول معرفة وضعية اللاعبين البدنية والتقنية قبل المحطات الرسمية. وشاءت الصدف هذه المرة أن تكون الصعوبات أكثر في مسيرة «الخضر» الحالية، والتي تحدث عنها المدرب الوطني وحيد هاليلوزيتش في الندوة الصحفية التي نشطها ظهر الخميس الماضي، والتي اعترف فيها قائلا: “لم يحدث لي وأن عانيت من مثل هذا العدد الهائل من اللاعبين المصابين”. فالظرف الذي جاءت فيه هذه المقابلات تسبب في هذه الوضعية الصعبة، أي أن برمجة مواعيد عديدة في نهاية الموسم خطر كبير على اللاعبين الذين لا يوجدون في لياقة بدنية مناسبة، خاصة اللاعبين المحليين الذين للأسف الشديد في غياب المتابعة الطبية المميزة لعبوا المقابلات الأخيرة لللبطولة وهم مصابون، حسب المدرب الوطني دائما. التحدي.. وإيجاد الحلول وبالتالي، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر هذه الفرصة لرؤية على الأقل نصف التشكيلة الأساسية مكونة من اللاعبين المحليين، خابت آمال الجميع أين تم تسريح البعض والبعض الآخر يتابع حصص للعلاج.. حتى إن ثنائي اتحاد العاصمة المشكل من زماموش ومفتاح تم استدعاؤه في آخر لحظة لتجنب أي طارئ خلال هذه المسيرة، أضف إلى ذلك، فإن بعض اللاعبين المحترفين على غرار كادامورو قدموا وهم مصابون.. وآخرون مازالوا يعانون من التعب والإرهاق بسبب الموسم الطويل والمقابلات العديدة التي يشاركوا فيها!! فالوضع يحتم على هاليلوزيتش تشكيل فريق قد يكون مغايرا تماما لما رأيناه منذ وصوله إلى العارضة الفنية للخضر. ومع ذلك، فإن المدرب الوطني أبقى طموحاته في نفس النقطة التي كان قد تحدث عنها في السابق، وهي ضرورة الفوز بكل المقابلات، بداية من مباراة النيجر. فمباراة اليوم لها وزن بسيكولوجي أكثر من النقاط الأخرى التي تعني مثل هذه المقابلات، فالفوز بها يعطي أكثر ثقة للمجموعة المقبلة على ماراطون رسمي يكون بمثابة المنعرج الحقيقي لكسب بطاقتي المشاركة في كأس افريقيا 2013 ومونديال 2014. خبرة هاليلوزيتش وعلى كل، فإن تجربة هاليلوزيتش ستكون عنوان هذه المرحلة بتسيير الأمور بثقة كبيرة والتي عرفنا جزءا منها في الندوة الصحفية بتناوله لنقاط عديدة بكل تركيز، خاصة فيما يخص التشكيلة المحتملة، أين سيعتمد على فريق »غيرعادي« بالنسبة للاختصاصيين بحكم ظروف فريدة من نوعها، خاصة في حراسة المرمى في غياب مبولحي وشاوشي وربما دوخة لأسباب مختلفة، الأمر الذي يفتح المجال لكل من سيد يك أو زماموش لحراسة عرين المنتخب الوطني هذا المساء. في حين أن الدفاع سيكون النقطة المحورية في التعديلات المحتملة، حيث إن جل اللاعبين المقررين في وسط هذه المنطقة غير معنيين بالمباراة، وتم الاستنجاد بكارل مجاني الذي كان في فترة راحة. فاعتزال عنتر يحيى شكّل بعض المشاكل للفريق الوطني، الذي عليه ايجاد الخليفة لهذا اللاعب الذي كان بمثابة حلقة مركزية للمنتخب، كما أن غياب بوقرة بداعي الاصابة زاد من المتاعب.. وبالتالي، فإن محور الدفاع قد يعرف وجوها غير معتادة على هذه المناصب. أما في الوسط والهجوم، فإن هاليلوزيتش يملك عدة خيارات مقارنة مع النقاط الماضية، رغم أن التعب قد يكون في مقدمة المخاوف .. وفي الجهة المقابلة، أي منتخب النيجر الذي وصل إلى الجزائر يوم الخميس، فإنه يحضر هو الآخر لخوض غمار التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا 2013 ومونديال 2014، ويعوّل مدربه الفرنسي رولان كوربيس على مباراة البليدة للوقوف على مدى جاهزية عناصره، خاصة وأن منتخب النيجر حقّق قفزة نوعية معتبرة في السنوات الأخيرة بمشاركته في كأس افريقيا الماضية، وطموحاته كبيرة لبلوغ نهائيات أكبر عرس قاري على التوالي. كما أن مواجهة الجزائر تعتبر اختبارا نوعيا للفريق النيجيري والذي على لسان قائد الفريق الحسن يوسوفو، أكد أنها مباراة ثأرية لهم بعدما تم اقصاؤهم من طرف المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا 2004 ، أين ضرب الخضر بقوة بفوزهم برباعية كاملة في الذهاب وب (1 0) في نيامي. المهم فإن الجمهورالرياضي الجزائري سيتابع باهتمام مباراة اليوم للوقوف على اختيارات هاليلوزيتش ومدى جاهزية العناصر الوطنية تحسبا للمقابلات الرسمية.