لا تزال مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي بن باديس، وكذا العيادة المتخصصة في توليد النساء بمنطقة سيدي مبروك، تشهد اختلالات بالتكفل بالنساء الحوامل القادمات من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة، خاصة وأن الحديث عنهما بلغ ذروته بعد أن وضعت امرأة مولودها عند عتبة باب المستشفى الجامعي بسبب رفض استقبالها ليتكرر المشهد نفسه خلال الأيام القليلة الماضية بمستشفى سيدي مبروك. مشكل مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي بن باديس ليس بجديد العهد، سيما وأن الزائر يلاحظ لدى ولوجه المصلحة حالة الفوضى وغياب النظافة، أين تحدثت الكثير من الحوامل والزائرين لهما عن الظروف المزرية التي يواجهونها متى حان وقت وضعهن بسبب انعدام النظافة والفوضى ومشكل الاكتظاظ الذي يجعل اثنتين أو ثلاثة يتقاسمن السرير الواحد، والتي تجعل فترة إقامة النزيلة صعبة ومقرفة وسيئة سواء في قاعات التوليد أو قاعات الإقامة أو حتى في دورات المياه. والمثير للاهتمام ان الوضعية تفاقمت أكثر مع هذه الصائفة والشهر الفضيل، باعتبار أن ساعات العمل لم تنخفض وتيرتها ضف إلى ذلك اخذ العطل السنوية من قبل البعض وهو ما زاد الطين بلة. حوامل كثيرات اشتكين من التسريح في وقت قصير بعد الوضع وأشرن إلى أن العمليات القيصرية لا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الضرورية التي لا يمكن فيها الوضع بطريقة طبيعية، بالمقابل فإنها تحتل المرتبة الأولى في نوعية الوضع بنسبة تقارب 70 بالمائة، كما أن الكثيرات يتعرضن لعمليات قيصرية ربحا للوقت بهدف تحرير الأسرة في وقت قصير، فيما ذهبت بعضهن إلى المعاملة السيئة التي تمارسها في حقّهن القابلات، بداية من المماطلة في إجراء الفحوصات الطبيّة العادية إلى اللامبالاة بالنّساء اللّواتي تعانين من أوضاع صحيّة خطيرة وصعبة، حتى إن تعلّق الأمر بالإجهاض. كما تتحدث المقيمات إلى عدم قيام عمال النظافة بمهامهم على أكمل وجه، ويشير آخرون إلى سلوكات كثيرات من النزيلات اللواتي لا يحافظن على نظافة المكان، ما يجعله يمتلئ بالقاذورات في وقت قصير بعد انتهاء عملية التنظيف اليومية، خاصة مع الأعداد الكبيرة للنساء المتوافدات من مختلف ولايات الشرق الجزائري. وأكدت مصادر من مديرية الصحة أن قسنطينة ستستفيد من ميزانية ب35 مليار سنتيم من اجل إنجاز مستشفى جامعي ثان بالمدينة الجديدة علي منجلي ومستشفى للأمومة والطفولة مع خلق مخزن للأدوية بذات المستشفى لتحزين الأدوية بما فيها المواد المخدرة، حيث أكدت أن معاناة الطواقم الطبية داخل أقسام التوليد تزداد يوميا خاصة في قلة أعوان شبه الطبيين والأخصائيين، كما أن مستشفيات الولاية تستقبل نساء حوامل لا يعانين من مضاعفات يتم تحويلهن إلى قسنطينة من الكثير من الولاياتالشرقية يقابلها نقص فادح في الأمن داخل هذه الأخيرة.