استهل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم تدخله يوم أمس بالقاعة المتعددة الرياضات ببرج بوعريج وسط جمهور غفير من مناضلي حزبه وأزيد من 1000 شاب وطالب قدموا من 19 ولاية بالشرق الجزائري في رده على أولئك يعتبرون «الأفلان» بأنه يعيش أزمة وقال: لو كان ذلك لما أستطاع أن يجمع هذا العدد الضخم من الشباب الذي غصت به القاعة وهو القوة السياسية الأولى في البلاد التي حازت على مليون ونصف من أصوات الشعب، ثم تطرق الى موضوع القيادة التي تسترعي اهتمام الباحثين والمختصين وتكتسي حساسية كبيرة في اختيار المجتمع للقيادة الراشدة واعتبر ان وظيفة القيادة أساسية ولها مواصفات وصيفات يجب توفرها في القائد وهي بالتالي ظاهرة اجتماعية، مستدلا بعدة أحاديث نبوية شريفة مروية عن صحابة رسول الله لقيادة الأمة مطالبا الشباب الحاضر اكتساب هذه الصفات مثل القيادة الإقناعية والأخلاق والتجربة التي تنتج عن التدريب والصبر، كما حث الشباب على عدم التأثر بما يقوله الآخرون إن كانوا مقتنعين. وفي معرض حديثه عن العشرية السوداء ولقاء «سانت ايجيديو» أكد بلخادم أنه لابد من إطلاع الشباب بما حدث من مواقف إزاء لقاء روما، فقال كما تعلمون ان سانت ايجيديو هي منظمة غير حكومية تدور في فلك الفاتيكان، وقد كان هناك طرحا أمنيا للأزمة تبنته أطراف استئصالية وحل ثاني أمني مرفوقا بحل سياسي للأزمة بقيادة الراحل عبد الحميد مهري ممثلا لجبهة التحرير الى جانب ممثلين لأحزاب أخرى كالأفافاس وحركة النهضة وحزب العمال مجتمعة في سانت ايجيديو، إذ كان لابد من مبادرة سياسية لحل الأزمة. ويضيف بلخادم بأنه لم يذهب الى روما ولكنه كان موافقا على الطرح الأخير ولايزال على نفس القناعة لأن ذلك يضمن تماسك الجزائريين واستقرارهم ويحفظ دماءهم ويدعم المصالحة الوطنية، غير أن اتهامات وجهت للمجتمعين عند هذه الهيئة غير الحكومية مفادها أنهم اجتمعوا تحت راية الصليب، وتساءل بلخادم هل يعقل أن يعتنق رجل مثل آيت أحمد أو عبد الحميد مهري رحمه الله الصليب؟ واعتبر هذا الاتهام لا أساس له من الصحة وهو بمثابة عيب وعار. ويستشف من تعريج السيد بلخادم على ذلك الموضوع أنه كان يرد على من اتهمه ذات مرة بالكذب، لأنه قبل الغوص في سانت ايجيديو أكد أنه يريد أن يتطرق اليه، كما وعد سابقا أنه سيرد على ذلك من برج بوعريريج. وفي الأخير حث بلخادم الشباب على الاستعداد الجيد للاستحقاقات المحلية وعدم التسرع للوصول الى المسؤولية. ونشير الى أن الندوة التكوينية تضمنت تقديم عدة محاضرات من طرف بعض الأساتذة حول المرجعية التاريخية لجبهة التحرير ودور الشباب في الاستحقاقات وعصر الرقمنة وغيرها من المواضيع ذات الطابع السياسي.