تعاني المملكة المغربية من ظاهرة الطبقية الاجتماعية والتفاوت الكبير بين الفقراء والأغنياء، نتيجة استمرار عدم استفادة جميع سكان المملكة من ثروات بلادهم، لكن هذه الظاهرة ازدادت وضوحًا في السنة الأخيرة نتيجة جائحة كورونا التي عمّقت التفاوت الطبقي في المملكة. مع الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب المغربي المغلوب على أمره، نشرت مؤخرًا المفوضية العليا للتخطيط دراسة تؤكد احتكار خُمس أغنى المغاربة أكثر من نصف الدخل الذي يحصلون عليه سنويًّا على المستوى الوطني، متجاوزين «العتبة المقبولة اجتماعيًّا»، بينما يمتلك 20 ٪ من الأفقر 5.6 ٪ فقط من الدخل الذي تجمعه الأسر المغربية، حسب المعهد المغربي المسؤول عن الإحصاء. الفقراء يزدادون فقرا وكشفت الدراسة أن خُمس الأغنياء يكسبون - متوسط دخل سنوي للفرد 57400 درهم (حوالي 5300 يورو) - 10 مرات أكثر من 20 ٪ من السكان الأقل ثراءً (6000 درهم أو حوالي 550 يورو). وحسب إحصاءات رسمية تستفيد 20 % من الأسر الغنية في المغرب من 30 % من ميزانية الدعم، في حين يستفيد 20 % من الأسر الفقيرة من 13 % من ميزانية الدعم. كما أضاف المصدر، أنّ المغرب يحتل المرتبة 129 في سُلَّم التنمية البشرية العالمي، وبه ترتفع نسبة الفقر الى حوالي 45 %، وترتفع النسبة إلى 58,4 % بالعالم القروي، كما تنامت دور الصفيح وتناسلت، حيث يشكل سكان هذه المدن، 12 % من سكان الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب حيث بلغ سكان حي سيدي مومن لوحده، وحسب الاحصائيات الرسمية للمملكة أزيد من 300.000 نسمة، وما بالك بباقي المدن الأخرى، وتضاعفت نسبة الهشاشة لتصل سنة 2021 22.7 بالمائة. أرقام الجياع في ارتفاع حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» من ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع، وانعدام الأمن الغذائي في المغرب خلال سنة 2020. وأوضح تقرير المنظمة تحت عنوان «نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2021»، أن عدد الجياع في المغرب ارتفع إلى 5 ، 1 مليون شخص خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2020. وأكّدت ذات المنظّمة أن 10,2 مليون شخص في المغرب عانوا من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في الفترة الممتدة من 2018 إلى غاية 2020، مؤكدة على ان نسبة النساء في سن الإنجاب ما بين 15 و49 سنة المصابات بمرض فقر الدم في المغرب ارتفعت إلى 29,9 % سنة 2020، وحسب الأرقام التي أوردتها منظمة الفاو، تبقى نسبة الأطفال دون سن الخامسة في المغرب الذين يعانون سوء التغذية مرتفعة حيث بلغت 12,6% في 2020. الهجرة..الحلّ الوحيد كشف تقرير حديث أصدره المرصد المغربي للتنمية البشرية بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، أنّ 7 من كل 10 شباب مغربيين، لديهم الرغبة في هجرة بلادهم، وهو أعلى معدل في المنطقة العربية، ورصد ذات التقرير استياء 83 في المائة من شباب المغرب، حيث وصلت البطالة في صفوف الشباب الحاصلين على شهادات علمية حديثا، 26 في المائة. وصلت ذات النسبة في الشباب عامة 35.4 في المئة، مقابل 22 في المئة لدى الفتيان، ولا تتعدى نسبة نشاطهن 18.0 في المئة، مقابل 65 في المئة لدى الفتيان. وأكّد التقرير أنّ 73.5 في المائة من الشباب يطمح إلى الهجرة إلى الخارج، لأسباب اقتصادية بالأساس، وسجّلت فيه الأمية حسب تقرير منظمة اليونيسكو 43.9 بالمائة. الأمن المائي يتراجع كما أنّ حوالي 64 من سكان الريف لا يحصلون على مياه الشرب، وتراجعت حصة الفرد المغربي من الماء، إلى أقل من 650 متر مكعب سنوي، مقابل 2500 عام 1960، ومن المتوقع أن تقل هذه الكمية عن 500 متر مكعب بحلول سنة 2030، ونسبة الأسر التي تملك ربطا بالشبكة المائية لا تتعدى 65 في المائة. وتجاوزت فيه مديونية الخزينة العامة بالمغرب 76 % من الناتج الداخلي الخام.