من معركة الحرية إلى رهان بناء جزائر قويّة وآمنة، بقيت خطواته ثابتة تتقدّم على مسار احترافي ساطع، يتأهّب بوعي ومهارة، تحت أي ظرف لمواكبة التغيرات الداخلية، ومواجهة التحديات الخارجية، مستمدّا ثباته واستمراريته من رصيد نفيس، يرتكز على العطاء والتضحية، الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير المتشبع بالوفاء، ظل صامدا بأعين ساهرة في أحلك الظروف، مستمدّا سرعة التحرك وجودة الإنجاز من عمق شعبي وتجربة مميزة ذات خصوصية، تركت أثرها على المستوى العالمي، خاصة في اجتثاث الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار. مثلما تشكّل بالأمس على أيدي أبطال أحبّوا وطنهم أكثر من هذه الحياة، فقاوموا وضحّوا واستشهدوا في معركة الحرية والكرامة، تاركين المشعل بأيادي رجال واصلوا الدفاع بصدور تشع إصرارا، بعد استعادة السيادة المغتصبة بقوة من أنياب المحتل، فانبثق الجيش الوطني الشعبي من نواة صلبة قاومت أعتى الإمبراطوريات بحنكة وثقة وصرامة، أبهرت المعتدي الظالم، وخلد صيت الجيش الجزائري في أذهان أحرار العالم.. الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تسلّم الأمانة وحمل المشعل، وشقّ مساره معبّدا طريق المستقبل بالاحتراق ليلا نهارا، لإنارة درب الوطن إلى الأمان والاستقرار. علاقة تشاركية الجيش الوطني الشعبي، بسط رؤيته وفق نفس التوجه، فتحمّل مسؤولية بناء الوطن، إلى جانب الشعب، فساهم في شق سبل الحياة وتشييد المكتسبات، ليس حاميا فقط بل مبادرا ومنجزا ومبتكرا ومتغلّبا على التّحدّيات الطارئة التي واجهتها الجزائر، متدخّلا في الوقت المناسب، ليبعد عنها الأخطار ومجهضا للمؤامرات الخبيثة التي كانت تحاك من طرف الأعداء لنشر الفتنة والعبث بالوحدة والاستقرار، فكان قلعة حقيقية للوفاء، استمدّ منها الجزائريّون الكثير من الثقة والأمان والفخر كذلك، فلم تكن العشرية السوداء، إلا امتحانا عصيبا وقاسيا للجميع، لكن بفضل دربة الجيش ووطنيته الرّاسخة، عرف كيف يستعيد جسور الأمان، ويسكت صوت العنف والفوضى.. تحرّك صوب المواطنين العزل المتواجدين بدائرة الموت، وأقام ساهرا لحمايتهم من غدر المجرمين، طاردا عنهم شبح الموت..محنة بقدر ما كانت نقمة وقتها، تحوّلت إلى نعمة وتجربة تضرب بها الأمثال إلى أبعد مكان من العالم، لأن أبطال ورجال الجيش الشعبي الوطني، عرفوا كيف يوحّدون جهودهم مع الشعب، فوضعوا اليد باليد، وتصدّوا بفعالية كبيرة للإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس، وحوّل حياة الجزائريّين إلى جحيم ودمار، فتقاطع التفاف الشعب والتحامه بجيشه مرتين، الأولى في ثورة الحرية، الثانية في معركة وقف سفك دماء الجزائريين، في علاقة توافقية وتشاركية مذهلة، في كل مرة تحقّق ما يعتقد بعضهم أنه مستحيل. حنكة ونجاعة ما زالت بيانات وزارة الدفاع الوطني، تطالعنا بانتظام، بحصيلة دقيقة عن استمرار مكافحة الإرهاب بعزم، ودون هوادة، فلول إرهاب لم يعد له مكان في الجزائر..فقط، تحاول أشباح ضائعة ومنعزلة في أماكن بعيدة، الاختفاء عن الأعين والبحث عن مصادر البقاء، غير أن خبرة ومهارة الجيش التكتيكية، تقف حائلا دون أهدافهم الدّنيئة، محقّقة نجاحات تزيد من عزيمة الجيش بعد انتصاره الباهر في حربه على الإرهاب.. تجربة رائدة أثارت اهتمام دول متطوّرة للاحتكاك بها، والاستفادة من أسرار نجاحها، وفي صدارتها تقرير وصف بالإيجابي، صدر عن كتابة الدولة الأمريكية حول مكافحة الإرهاب، معترفا أنّ الجزائر التي تعرّضت للتهديدات الإرهابية في الماضي، صارت بيئة عملياتية وعرة على الجماعات الإرهابية، في إشارة ضمنية إلى حنكة جيشها، أي اعتراف بنجاعة الإستراتيجية التي تبنّاها الجيش الوطني الشعبي، المرتكزة على معطيات ميدانية، نجح على ضوئها في تحييد الإرهابيين وتدمير المخابئ واسترجاع الأسلحة، وفوق ذلك إجهاض محاولات التسلل عبر الحدود، فقيل عنه من طرف دول الجوار، إنّه «جيش يحقّق التّوازنات في المنطقة». عوامل مقنعة جعلت للجيش الوطني رصيدا ووزنا وهيبة، حيث يذكر أنّ الجيش الجزائري، رتّب على عرش الريادة، مغاربيا، كما رتّب الثالث عربيا بعد مصر والسعودية، وكذا الثالث إفريقيا عقب مصر وجنوب إفريقيا، بينما عالميا احتل المرتبة 31، وفق تصنيف موقع «غلوبال فاير باور»، المختص في الشأن العسكري لأقوى جيوش العالم خلال تصنيف عام 2022، وضمّت هذه القائمة جيوش 140 دولة، حيث تمّ الأخذ بعين الاعتبار في هذا التصنيف، معايير كل من القوة العسكرية والمالية واللوجستية، وما إلى غير ذلك. سلمية مطلقة لم ولن يتأخّر الجيش في نجدة الجزائريين..هذه حقيقة يعيها ويشهد عليها البعيد قبل القريب..إنّه قوة الضبط التي تعيد للاختلالات توازنها في السلم، وفي الظروف الاستثنائية التي تعصف فجأة بحياة الجزائريين في أحزانهم واهتماماتهم، وحتى في سعيهم نحو التغيير بحثا عن حياة أفضل..الجيش حاضر في الأزمات والكوارث، يخفّف من وقع الفاجعة، ويمحو أثر ما التهمته النيران، وما هدّمته الزلازل وما عبثت به الفيضانات، ليس على الأرض فقط، بل من على القلوب، ويغرس الأمل محل الألم، وفوق ذلك، يعرف كيف يجعل المواطنين يتشبّثون بالصّمود والاستمرار..عندما يقترب الجيش، يشعر المواطنون بالاطمئنان..عبارة يردّدها معظم الجزائريّين، لأنّه حصن الإباء، فلم يكن الحراك ليواصل في سلميته المطلقة التي أرادها الشعب الطامح إلى التغيير وتعميق الديمقراطية، إلاّ بحصانة الجيش الذي منع الاختراقات وحمى الأصوات والخيارات، ووقف في الوقت المناسب ليدافع عن مسار التغيير السلمي، فكان الشّعب يتظاهر كل أسبوع يصدح بطموحه، والجيش واقف بحزم واستعداد كمهندس للأمن، وبعين ترقّب تارة، وتوفّر كل عوامل الهدوء والاستقرار تارة أخرى، فجاء الحراك لبنة أخرى عبدت مسار الجزائر المليء بالتحديات. وكان رئيس الجمهورية قد أكّد حقيقة أنّ الجيش الوطني الشعبي مسالم، وأوّل جيش يحترم مبادئ ومواثيق الأممالمتحدة». ثقة واطمئنان العناية الفائقة بتكوين المورد البشري..هذا ما رفعته قيادة الجيش الوطني الشعبي على الدّوام، وجعلته في صدارة أولوياتها، بهدف تطوير الأداء والحفاظ على سقف عال من المهنية والاحترافية، حيث يقوم في كل مرة بتجديد أهدافه وفق التحديات الجيواستراتجية، من أجل إرساء الأمن الوطني، فالبداية جاءت من الاستقلال إلى غاية منتصف عقد السبعينات، حيث رأت النور الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، ومدارس تابعة لمختلف القوات ومراكز التدريب ومدارس أشبال الثورة، ثم عكف بعد هذه المرحلة على تحيين برامج التحضير القتالي والتكوين، وأجريت عقب كل ذلك، دورات الإتقان ودروس القيادة والأركان ودورات عليا لمختلف الأسلحة، أما في عقد التسعينات، كيفت برامج التكوين بالمدارس ومراكز التدريب مع عمليات مكافحة الإرهاب، واستمرّ التكوين والتكييف وفقا للمستجدّات والتطورات التي جعلته مواكبا ومستعدا ومكافحا للجريمة السيبرانية، من خلال إنشاء الوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، وما تبعها من تعزيز التعاون العسكري مع بلدان الساحل، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. ومن حق الجزائر أن تفتخر بجيشها الذي يعد امتدادا لمسار طويل من العطاء والتضحية وحماية الوطن، حيث شكّل الاستعراض العسكري في ستينية الاستقلال محطة أخرى وجديدة وساطعة، لوجه جزائر متلاحمة وصلبة، وضعت خطواتها في مسار صحيح ودقيق، عازمة على بلوغ مستوى آخر أكثر رقيا بفضل التطور والجاهزية والاحترافية التي صار يتمتع بها الجيش الوطني الشعبي، حيث تابع العالم في ذلك اليوم، جيشا قويّا متحكّما في الأسلحة الحربية باحترافية كبيرة، عكستها تمارين التحضير القتالي السنوية، وكذا بفضل الأداء العملياتي المدمج، وهذا ما جعل الجزائريين يطمئنون ويثقون أكثر في أن حدود وطنهم بين أيدي رجال من طينة الشهداء والمجاهدين، الذين استعادوا الحرية والسيادة، بقوة الحديد والنار من فكي المستعمر. وتشكّل تجربة الجيش الوطني في اقتحام المجال الصناعي، وإرساء قاعدة صناعية ميكانيكية متطوّرة، إشارة قوية تبعث إلى الجزائريّين لتحفيزهم واستنهاض هممهم، من أجل مضاعفة الجهود بهدف تطوير الاقتصاد الوطني، وكما كان الشعب إلى جانب الجيش في مختلف المحطات السّاخنة والمعارك الشرسة، وأمامه اليوم معركة لا تقل أهمية وحساسية في ظرف جد ملائم، حيث قام الجيش الوطني بتطوير المناولة، وبالتالي، المساهمة في ترقية نسبة الإدماج، ولاشك أنها مجرد بداية ينتظر منها الكثير مستقبلا تحرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على أن يكون في مستوى طموح الشهداء. علامة فارقة لا تنسى اعتبر اللّواء الطيار الدكتور هشام الحلبي، الخبير المصري العسكري الاستراتجي، في تصريح ل «الشعب» أنّ مشاركة الجيش الجزائري في الحروب العربية، سجّلت علامة فارقة، على خلفية أنّه في حرب عام 1973، تحقّق نصر عظيم وجاءت تجربة قوية، حيث قال الخبير إنّه اشترك فيها معهم الأشقاء من الدول العربية وعلى رأسهم الجيش الجزائري المحنك، مضيفا - في سياق متصل - أنّ الجزائري شارك إلى جانب المصري، وحقّقا معا نصرا لا ينسى، بل إنّ الجزائر دعمت بالذّخيرة والأسلحة هذه الحرب، وهذا التقدير ما زال خالدا إلى يومنا هذا، لا يمكن نسيانه، وذكر أنّ للجزائر دور كبير في دعم القضايا العربية. وفي حديثه عن الإرهاب الذي يهدد منطقة الساحل، وكذا منطقة شمال إفريقيا، لأنه عابر للحدود، قال الخبير المصري الحلبي، إنّ «انتشار الإرهاب عال جدا وتحرّكاته سريعة، والسبب أن بعض الدول خارج المنطقة ترعاه»، وذكر أنّ «الجزائر واجهت تحدّي الإرهاب العويص، ونجحت في الانتصار السّاحق عليه، واكتسبت خبرة غير تقليدية، أضيفت إلى خبرتها التقليدية»، أي مكافحة الإرهاب، لأنّه ما زال متواجدا بمنطقة السّاحل وفي ليبيا، لذا سجّل توافق في مكافحة الإرهاب من طرف بلدان المنطقة، فلا يمكن لدولة بمفردها أن تحارب الإرهاب من دون تنسيق مع جيرانها لأنّه عابر للحدود. واعتبر الخبير هشام الحلبي أنّ «الجيش الجزائري في ظرف الأزمات، يكشف عن احترافية كبيرة في التدخل الدقيق واحتواء الأزمات»، مشيرا في نفس الوقت إلى أنّه من «أهم مهام الجيوش التدخل السريع في حالة بروز أزمات تكون أكبر من قدرات الدول، ويحدث هذا كذلك مع الدول المتقدمة والعظمى». أوسمة مستحقّة من جهته، قال البروفيسور نسيب حطيط، الخبير اللبناني في الشؤون الإستراتجية، في تصريح ل «الشعب»: «في البداية، ينبغي التأكيد على أنّ عملية تصنيف الجيوش في العالم مبنية على بعض المعطيات الإستراتجية والقدرة العملياتية بالميدان، وكذا الجانب اللوجيستي، حيث تصنف المواقع العسكرية الجيوش وفق القدرات العسكرية والقتالية، علما أنّ الجيش الجزائري - يقول الخبير - يمتاز بعقيدته الوطنية، وقد تكون بعض الجيوش في المرتبة الأولى، أي أنّها جيوش غزو أحسن من تلك العملية، أي في حالة الحماية يمكن أن تتخطى عقيدتها القتالية»، وذكر الخبير حطيط أنّ الجيش الجزائري لديه قدرات عالية، لأنّه حسب القدرات، ابن الثورة الذي أخرج المستعمر وانتصر عليه، وابن الشّعب الذي صمد في وجه الإرهاب بسبب محاولة استعمار العقل الجزائري، بعد فشلهم في إبقاء استعمار الأرض، وأوضح محدّثنا أنّ الجيش الجزائر شارك في حربي 1967 و1973 ضد الاحتلال الصّهيوني، كما يمكن النظر إلى الجيش الجزائري من حيث تفوّقه العددي والعقائدي بحفظ المقومات العربية الثابتة، وهذه من الأوسمة التي تعطى له. وحملت شهادة وتقدير الخبير اللبناني نسيب حطيط، أنّ الجيش الجزائري رغم أنه في أصل تكوينه كلاسيكي، غير أنّه مرّ بثلاثة أطوار، حيث كان نتاج حرب عصابات في فترة الاستعمار، ثم تحوّل إلى جيش كلاسيكي، وفي العشرية السوداء كافح الإرهاب في المدن وخاض حرب العصابات في الشوارع ليحمي شعبه، وفي الوقت الحالي يتجه إلى ما تملكه الجيوش الحديثة. ويرى الخبير حطيط أنّه لم يكتف الجيش الجزائري بما حقّقه على الصعيد الأمني، بل استفاد من متطلّبات الحركة التنموية التي يحتاجها البلد، وعكف على تطوير الصناعات العسكرية التي تلبي حاجياته على المستوى اللوجيستي، حيث جزء من ترسانته يقوم بتصنيعها، وهذا ما يوفّر له استقلالية في المجال الصناعي، وهذا التوجه، توقّع الخبير أن ينعكس بآثار إيجابية على الاقتصاد والصناعة الجزائرية، ليخلص إلى القول إنّ جيل الستينيات في لبنان، يحمل الجزائر في وجدانه بسبب كل ما قدمته الثورة، وحتى ما عانته الجزائر في العشرية السوداء. مدرسة وتجارب متراكمة أمّا العميد خليفة الشيباني، الخبير الأمني التونسي والمحلل السياسي، فقد أكّد أنّ الجيش الجزائري من حيث التكوين سليل جيش التحرير، أمّا من حيث الأهمية على الصّعيدين العربي والدولي حسب تقديره، يصنّف ضمن الصّدارة، على اعتبار أنّه من أرقى الجيوش في العالم من حيث الأداء، لأنّه خلال مشاركته في حربي 1967 و1973، تمّ الاعتراف له بالأداء العالي والفعالية. وقال الخبير التونسي الشيباني، إنّ جيش التحرير الجزائري المؤتمن على استقلال وسيادة وحدود بلاده، ينوّع في علاقاته الخارجية، فليس مرتبطا بالشرق أو الغرب، لديه علاقات مع روسيا ومع الحلف الأطلسي في إطار «5+5»، ومع الجارة تونس حيث يجري معها المناورات العسكرية المشتركة، علما أنّ الجيش والشعب الجزائري، من قضوا على الإرهاب في تحدّ عويص، يصعب أن يحقّق بالنسبة للكثيرين، أي بفضل صمود الشعب وقوة واحترافية الجيش، وتطرّق الخبير التونسي إلى ضرورة الوقوف على التعاون الوطيد الذي يجمع الجزائروتونس، وكذا التنسيق المشترك في مكافحة الإرهاب، لأنّ الجيش الجزائري يعتبر مدرسة بعد تراكم الخبرة لديه، بالإضافة إلى تنسيق كبير مع دول غرب إفريقيا من أجل مكافحة الإرهاب. ولم يخف الخبير الشيباني أنّ الجيش الجزائري يسهر تكتيكيا، على القيام بدور فاعل في القارة السمراء، لدحض خطر الإرهاب. وذكر الخبير خليفة الشيباني، أنّ الجزائر تملك أسلحة وصناعة عسكرية جزائرية متطورة جدا، ولا ينبغي أن ننسى دوره في البعثات الدولية لحفظ السلام وتحرّكه ومواقفه في الكوارث الطبيعية، وهذا ما تقره مراكز دولية وأكاديميات دولية مختصة. احترافية بمكافحة الإرهاب أوضح العميد حاتم صابر الخبير المصري في مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، أنّه «إذا كنّا نتحدّث عن الأدوار التاريخية للجيوش في حياة الشعوب ومستقبلها، فينبغي أن نتذكّر بكل فخر دور الجيش الجزائري البطل في التعامل مع الإرهاب ومكافحته، فتمّ تطوير أدائه بمراقبه الحدود، وإعداد وتجهيز وحدات مقاومة الإرهاب الدولي احترافيا، ليواجه الإرهاب الأسود، وينتصر عليه ليعبر بالشعب الجزائري إلى برّ الأمان والاستقرار السياسي. واعترف محدّثنا أنّ الجزائر كانت أول دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973، قبل العراق المساهم على الجبهة السورية، فشارك الجيش الجزائري على الجبهة المصرية بفيلقه المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري. وأشار الخبير حاتم صابر إلى أنّ دور الجزائر في حرب أكتوبر كان أساسيا، وقد عاش الرئيس الراحل بومدين ومعه كل الشعب الجزائري، تلك الحرب بكل جوارحهم بل وكأنّهم يخوضونها فعلا في الميدان. خلص العميد صابر إلى القول أنّ الشّعبين المصري والجزائري متّصلين بروابط تاريخية، ترتكز على وحدة الدم والعروبة، وأصالة التاريخ والكفاح من أجل الحرية.