تحتضن أروقة دار الثقافة أحمد رضا حوحو أعمال الفنان شرحبيل بوعيساوي، في معرض افتتح أول أمس الأحد، ويدوم إلى غاية 26 من الشهر الجاري، حيث تضمّن عرض 24 لوحة مائية، رسمها الفنان عبر فترات متعاقبة تناولت إعادة بعث الجمال الساحر لعروس الزيبان، وخاصة المدينة القديمة قبل أن تكتسحها بناءات الاسمنت وتلتهم خضرتها وباسقاتها الأيدي التي تكره الجمال. «مائيات شرحبيل» تناولت الحياة الاجتماعية لمدينة بسكرة والمتميزة بأسواقها الشعبية وعادات وتقاليد المجتمع البسكري، وكذا العمران التقليدي لأحياء بسكرة القديمة، وأساليب العيش اليومي مثل اعتماد أفراد المجتمع على استخدام الدراجة الهوائية، والتي كانت الوسيلة المفضلة لفتيات بسكرة وهن يتجهن إلى مدارسهن، وهذه اللوحات الفنية المائية حسب الفنان وسيلة لتسويق وجه بسكرة الجميل، وإمكانية المساهمة في الترويج للسياحة من خلال الريشة واستعادة جمال بسكرة من خلال البعث الفني. وللإشارة، فإن الفنان شرحبيل من مواليد بسكرة سنة 1963،عصامي التكوين، استهوته الريشة منذ الصغر فقلّد رسومات كتبه المدرسية في مرحلة التعليم الابتدائي، وكانت بداياته الفعلية مع الرسم بحديقة لندن ملتقى الفن والإبداع من خلال احتكاكه بفناني المدينة أمثال رشيد بوحجر والمرحوم مجاهد بلقايد ووحيد طهراوي وغيرهم.. كما استهواه الركح المسرحي كممثل ضمن فرقة مسرح الجوال، تحت قيادة الفنان أحميدة خيذر «بنونة». شارك الفنان في عيديد المعارض والمهرجانات الوطنية عبر مختلف الولايات، واختار المائيات لأنه يعتبرها السهل الممتنع، فالرسم بالألوان المائية حسبه أصعب من التشكيل الزيتي، فأي خطأ أو سهو في تحريك الريشة يلغي العمل عكس بقية التقنيات التي يجيدها لكن يفضل عليها «الرسم بالماء».