توجد الجزائر في موقع قوة لافتكاك الكثير من الامتيازات من باريس، بحكم التحولات والظروف التي تتزامن وزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبلادنا بدءا من اليوم.`وتتقدم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين المفاوضات والمحادثات بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند من خلال إيجاد حلول للمشاكل التي تعرقل نقل التكنولوجية والاستثمار المنتج حيث مازالت باريس تتهرب من الرمي بثقلها في الجزائر بفعل تأثير الكثير من العوامل وأهمها اللوبيات والمجموعات الضاغطة في باريس والتي تعمل لصالح المغرب وإسرائيل ودول تعمل ما في وسعها لعرقلة استفادة بلادنا من اتفاقيات الشراكة. ويعمل المغرب منذ سنوات على استمالة الاليزيه من خلال التنازل أكثر لباريس ومنحها صفقات بأكثر من 10 مليار دولار عند تولي الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الحكم في 2007 وهو ما جعل المغرب يضمن ولاء الإليزيه وساعده على إتخاذ سياسة جعلت العلاقات باردة مع الجزائر. وسيجد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نفسه مطالبا بإتخاذ خطاب هادئ وجريء مثلما نادى به الكثير من المثقفين والمؤرخين المحسوبين على التيار الاشتراكي من أجل علاقات مميزة مع الجزائر وتدارك ما فات خاصة في ظل بروز الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالإضافة إلى الصين وايطاليا وألمانيا كقوى اقتصادية تبحث عن الشراكة والاستثمار في ظل أزمة مالية واقتصادية تهدد الجميع بالإفلاس وبالتالي فالإنزال السياسي المتنوع الذي تشهده الجزائر يجعل من زيارة هولاند تصب في مصلحة الجزائر التي تملك مقومات نمو هامة تؤهلها لأن تكون أكثر قوة وتأثير في المنطقة. واقتنع هولاند بدور الجزائر في منحه الدعم اللازم لتجاوز سياسة التقشف ومراجعة توقعات النمو إذا افتك صفقات اقتصادية وهو الأمر الذي بني عليه حملته الانتخابية وبالتالي ضرورة تقديمه تنازلات لتجسيد الوعود التي قطعها على الشعب الفرنسي. ويبقى طلب هولاند تقديمه خطابا أمام البرلمان الجزائري أمرا سينتظره الجميع ولم لا تقديم إعتذارات عن الممارسات الاستعمارية الوحشية المرتكبة في بلادنا ومنه الوقوف وقفة تاريخية ستحسب للرئيس الذي بعث برسالة الى الفرنسيين في ذكرى يوم الهجرة المصادف ل17 أكتوبر اعترف فيها بالممارسات الوحشية للبوليس الفرنسي في التعامل مع المتظاهرين الجزائريين الذين سقط منهم المئات شهداء في نهر السين، وعليه فطلبه البرلمانيين الجزائريين الذين حاولوا إصدار قانون يجرم الاستعمار قد يحمل مفاجآت يكون حلا لملف الذاكرة الذي يبقى أكبر عثرة في تطوير العلاقات بين البلدين. ومن دون شك ستحاول الجزائر إقناع فرنسا بضرورة وقف الحرب النفسية على منطقة الساحل وأزمة مالي من أجل الضغط على الجزائر ومحاولة ابتزازها وهو ما تفطنت له الجزائر ونجحت حملتها الدبلوماسية في التقليل من دعاة التدخل العسكري ووقف مهازل القوة الإفريقية التي لن تتعدى 3 آلاف رجل وقد ساندت الولاياتالمتحدةالأمريكية والكثير من القوى المؤثرة دعوات الجزائر لمنح الأولوية للحل السلمي والحوار وهو ما يقلق باريس التي تلهث لاستغلال الوضع من أجل التنفيس عن اقتصادها. ندوة صحفية في اختتام الزيارة سينشط فرنسوا هولاند ندوة صحفية بفندق الماريوت بتلمسان مساء الغد في ختام زيارته للجزائر يتطرق فيها للنتائج المتوصل إليها، خاصة على المستوى الاقتصادي . وتزينت شوارع تلمسان باللوحات والأعلام الجزائرية والفرنسية وصور الرئيسين كما تعرف المدينة إنتشارا مكثفا لعناصر الأمن لتأمين الزيارة التي ستكون تاريخية خاصة وان خطوات فرنسا الاشتراكية لمعاجلة ملف الذاكرة جعل المحطة تجلب أنظار الرأي العام الوطني والفرنسي.