تجدّدت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم، في حين اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا بتمديد تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان لمدة 6 أشهر. عادت أصوات القصف المدفعي، والقصف الجوي، تدوي في سماء الخرطوم، مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع. وأكد شهود سماع «أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون» في ضاحية أم درمان، كما شهدت منطقة اللاماب غرب الخرطوم معارك عنيفة بين الطرفين المتحاربين، استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، في حين تشهد العاصمة بمدنها الثلاث ومناطق أخرى في السودان معارك عنيفة، منذ 15 أفريل، بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف ب«حميدتي". وتوصل الجانبان إلى أكثر من اتفاق تهدئة كان آخرها خلال محادثات في مدينة جدة بوساطة سعودية - أمريكية، لكنها سرعان ما كانت تنهار في كل مرة، وتتجدد الاشتباكات، خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد. تعزيزات الجيش وفيما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش استقدام تعزيزات للمشاركة «في عمليات منطقة الخرطوم المركزية». ويشير مراقبون، إلى أنّ الجيش يعتزم شنّ هجوم واسع قريباً؛ ولهذا انسحب من المفاوضات في جدة. وأعلن الجيش، الأربعاء، تعليق مشاركته في المحادثات المستمرة منذ أسابيع، متهماً قوات «الدعم» بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات ومنازل السكان. وحضّ الجيش، الجمعة، الجانبين السعودي والأمريكي على مواصلة جهودهما في إقناع الطرف الآخر بتنفيذ شروط الهدنة ووقف إطلاق النار. ومنذ بدء أعمال العنف، لم يحقق أيّ من الجانبين تقدماً ميدانياً ملموساً على حساب الآخر، أو خرقاً في موازين القوى. ويرى محللون أنّ الجيش يرغب في تحقيق «بعض المكاسب العسكرية قبل الالتزام بأيّ محادثات مستقبلية بهدف تحسين موقعه» على طاولة المفاوضات. النازحون واللاجئون وفي الشأن الإنساني، قال مكتب مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان، إنّ أكثر من 350 ألف شخص غادروا البلاد بحثا عن الحماية في البلدان المجاورة. وتقدر الأممالمتحدة عدد السودانيين النازحين واللاجئين، بسبب الحرب بأكثر من مليون و400 ألف شخص. وفي غضون ذلك، أعرب مجلس الأمن الدولي عن إدانته الشديدة لجميع الهجمات على السكان المدنيين وموظفي الأممالمتحدة والعاملين في المجال الإنساني بالسودان. ودعا مجلس الأمن، في بيان له، جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق في جميع أنحاء السودان. وشدّد مجلس الأمن على أنّ اتفاق جوبا للسلام يظل ملزما لجميع الموقعين عليه، ويجب تنفيذه بالكامل، خصوصا أحكامه المتعلقة بوقف دائم لإطلاق النار في دارفور. واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا بتمديد تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان لمدة 6 أشهر، واتخذ قرار التمديد بموجب مقترح تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة بعد تباينات بين أعضاء المجلس، حيث سعت روسيا والصين والدول الأفريقية بدعم من حكومة السودان إلى تمديد تقني للبعثة، فيما حاولت الدول الغربية وأعضاء آخرون إدخال تعديلات وإضافات تراعي التطورات التي شهدها السودان، مؤخرا.