مرّت أمس ستّة أشهر على الزلزال القوي الذي ضرب المغرب، ومازال المنكوبون يعانون تحت الخيم وفي العراء أوضاعا صعبة بعد أن عجزت السلطات عن تنفيذ وعودها بالاستجابة لمتطلبات الإسكان والدّعم المالي، وهو الأمر الذي يدفع بالمتضررين في كلّ مرّة لقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام للاحتجاج ولتبليغ مطالبهم للمسؤولين الذين يصدّوهم في كلّ مرة. في 8 سبتمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدنًا مغربية، بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال) وأغادير وتارودانت (وسط)؛ مخلفا 2960 قتيل و6125 إصابة، بالإضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لوزارة الداخلية. وبعد 19 يوما، استحدثت الرباط وكالة متخصصة لإعادة الإعمار، وأطلقت "البرنامج الاستعجالي لمكافحة آثار البرد بالمناطق المتضررة من الزلزال، لكن شيئا من الوعود والبرامج لم يتحقق على أرض الميدان، حيث قال ناشط حقوقي إن أغلب المتضررين ما زالوا يعيشون في خيام ولم يستفيدوا من الدعم المالي المخصص، معتبرا أنه يوجد "غموض في برنامج إعادة الإعمار". أما منتصر إتري، وهو ناشط حقوقي ينحدر من قرية أسنى القريبة من مركز الزلزال، فقال من جانبه "بعد مرور 6 أشهر على فاجعة زلزال الحوز، نسجل استمرار تفاقم أوضاع المتضررين". وأضاف منتصر: "لحد الساعة، أغلب السكان المتضررين ما زالوا يعيشون في الخيام في ظروف صعبة جدا.. حتى الآن، هناك غموض في برنامج إعادة الإعمار، حيث لم يتم بعد إيواء المتضررين من الزلزال". وتابع: "أغلب المتضررين لم يستفيدوا من الإعانة الخاصة بإعادة الإعمار، والمستفيدون قليلون جدا واستفادوا من الدفعة الأولى فقط". إتري أضاف بأن "عددا كبيرا من المتضررين تم إقصاؤهم من الإعانات المالية التي رصدتها الدولة؛ بمبرر عدم إقامتهم بصفة دائمة في المناطق المتضررة". وبلغ عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، ما يمثل ثلثي السكان في هذه المناطق، وفقا لإحصاء رسمي.