حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن "قيام الاحتلال بهجوم شامل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون كارثة إنسانية". ودعا غيبريسوس في منشور على منصة إكس، الكيان الصهيوني إلى عدم اجتياح المدينة الفلسطينية، وطالب جميع الأطراف بوقف لإطلاق النار وتحقيق سلام دائم. حذرت الأممالمتحدة، الثلاثاء، من أن هجوماً صهيونياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح «في الأفق القريب» مضيفة أنه لا ينبغي للاحتلال أن تستغل التقدم «التدريجي» في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير العملية. وناشد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للمنظمة، الدول صاحبة النفوذ لدى الكيان «بذل كل ما في وسعها» لمنع أي هجوم على رفح؛ حيث يعيش أكثر من 1.4 مليون نازح فلسطيني. وتوعد رئيس وزراء الكيان الصهيوني امس الأول، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح، بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال والافراج عن الاسرى الصهاينة. وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان، إن «العالم يناشد السلطات الصهيونية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح؛ لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب».وأضاف: «الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات».وقال غوتيريش للصحافيين إن «تقدماً تدريجياً» أُحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية» في شمال قطاع غزة؛ لكن توجد حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد. وأضاف: «هذه التحسينات في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لا يمكن استخدامها للتحضير أو تبرير هجوم عسكري شامل على رفح».ودعا غوتيريش الاحتلال على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود والأردن، والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع. وقال أيضاً: «العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملون والأشخاص المحتاجون أهدافاً». وذكر تقرير مدعوم من الأممالمتحدة نُشر في مارس الماضي أن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول ماي في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول جويلية.وقال غوتيريش: «في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفاً، من الأطفال المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض». وحين سئل عن الضغط الذي يمكن أن تمارسه الولاياتالمتحدة على حليفتها الصهيونية، لتعزيز وصول المساعدات وتجنب الهجوم على رفح، قال غوتيريش: «من المهم جداً ممارسة كل الضغوط الممكنة، لتجنب ما يمكن أن تكون مأساة مدمِّرة تماماً». الفصل بين اجتياح رفح والهدنة في الأثناء، سعى رئيس الوزراء الصهيوني، أمس الأول، إلى فصل مسار خطته لاجتياح مدينة رفح، عن مصير المفاوضات الجارية لتحقيق وقف القتال وتبادل الاسرى. وتماشى نتنياهو مع دعوات اليمين المتطرف في حكومته بالمضي في اجتياح رفح، في وقت تترقب فيه أوساط دولية وإقليمية، رد حماس على مقترح الهدنة. وقال نتنياهو في اجتماع مع عائلات عساكر قتلوا في غزة وآخرين أسرى لدى المقاومة، "سندخل رفح ولن نستسلم لحماس باتفاق أو من دونه".