تواصلت الإدانات باغتيال كمال مدحت نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بانفجار استهدف موكبه الاثنين قرب مخيم المية ومية خارج مدينة صيدا جنوبي لبنان. فقد أدان الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون اغتيال مدحت وأعرب عن أمله بألا تعكر هذه الجريمة أجواء الهدوء التي يعيشها لبنان حاليا، كما أعرب في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي عن أمله بأن تتم محاكمة منفذي هذه العملية. وفي وقت سابق أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال مدحت. ووصف بيان صدر عن مكتب عباس قتل اللواء مدحت بأنه جريمة إرهابية وذكر أن الشهيد كرس حياته لخدمة شعبة ووطنه، كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الاغتيال، واعتبر ممثل الحركة في بيروت أبو عماد الرفاعي رحيل الشهيد كمال مدحت خسارة على المستوى الوطني لما كان يمثله الشهيد القائد ولحرصه الكبير على وحدة الموقف الفلسطيني وسلامة واستقرار الوجود الفلسطيني في لبنان. وبدورها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان ممثلها في لبنان أسامة حمدان الذي أشاد بالدور الكبير الذي لعبه مدحت في امتصاص الاحتقان وفي ترطيب الأجواء وفي المساعدة على حماية الوضع الفلسطيني من الوصول إلى الانفجار. ووصف حمدان مدحت بأنه شهيد وقال أيا كانت اليد التي ارتكبت هذه الجريمة فهي في النهاية يد تعمل بإمرة الكيان الصهيوني ولمصلحته. كما أدان حزب الله اللبناني اغتيال مدحت، ووصف في بيان الحادث بأنه جريمة اغتيال نكراء، ودعا إلى محاكمة ومعاقبة المسؤولين عنها. وقال الحزب إنه يرى في هذه الجريمة استهدافا للشعبين الفلسطيني واللبناني حيث تبدو البصمات الصهيونية واضحة في محاولة إثارة الإرباك والبلبلة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة. كما اتهم ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي إسرائيل باغتيال مدحت، وقال إن أدوات إسرائيلية تقف وراء عملية الاغتيال، مضيفا أن من قام بهذا العمل يعمل بشكل او بآخر مع إسرائيل. وأفادت الانباء بأن الانفجار وقع بتفجير عبوة ناسفة وضعت بين حاجز الكفاح المسلح وحاجز للجيش اللبناني قرب المخيم حيث تفصل الحاجزين مسافة نصف كيلومتر تقريبا. وأضافت الانباء أن الانفجار أسفر أيضا عن مقتل أكرم ظاهر - مسؤول الرياضة بمكتب المنظمة في لبنان- إضافة إلى مرافقين آخرين. وعن ملابسات العملية نقلت ا لانباء في لبنان إن الانفجار كان يستهدف ممثل منظمة التحرير عباس زكي، وإن حصوله يدل على أن ثمة خرقا أمنيا ومراقبة شديدة لتحرك القيادات الفلسطينية. وأوضح أبو العينين أن أحدا لم يكن يعلم أن زكي ومدحت سيتوجهان إلى المخيم (المية ومية) ، مشيرا إلى أن موكب مدحت يشبه موكب زكي، بما يؤكد أن المستهدف بالانفجار هو ممثل المنظمة في لبنان. وتجنب أبو العينين توجيه الاتهام لأي جهة، وقال إن الحركة ستقدم أي معلومات تحصل عليها إلى السلطات اللبنانية والجهات التي تتولى التحقيق بالانفجار فيها. وكان شخصان أحدهما ناشط من فتح قد قتلا السبت في اشتباك بالأسلحة النارية في المخيم وقيل إن الاشتباك سببه خلاف عائلي، ما استدعى تدخل قيادات فلسطينية لحل المشكلة.