كان أمير المؤمنين أبو العباس مشرفا على فناء داره مع زوجته أم سلمة، فعبثت بخاتمها فسقط من يدها في الفناء، فألقى أبوالعباس خاتمه فقالت: يا أمير المؤمنين لمَ فعلت هذا؟ قال: خشيت أن يستوحش خاتمك فأنسته بخاتمي ! لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن قصة أم سلمة مع خالد بن صفوان، ولكن من المفيد تقديم المعلومات التالية: 1) دخل خالد بن صفوان وقال: يا أمير المؤمنين كنت أترقب منذ تقلدت الخلافة أن أجدك خاليا فأقول لك ما أريده، قال أبو العباس: أذكر حاجتك، قال خالد: يا أميرالمؤمنين إني فكرت في أمرك، لقد اقتصرت حياتك على امرأة واحدة، إن مرضت مرضت، وإن غابت غبت، وإن غضبت حرمت، و من الأحسن التقرب من الجواري ومعرفة اختلاف أحوالهن والاستمتاع بهن.. وجعل خالد بن صفوان يسحر الخليفة بحلاوة لسانه وعذوبة لفظه وقدرته على الوصف، فلما انتهى من كلامه، قال له أبو العباس: واللّه يا خالد ما دخل سمعي مثل هذا الكلام من قبل. 2) بقي أمير المؤمنين مفكرا طول نهاره، ثم دخلت عليه زوجته أم سلمة فلما رأته شارد البال قالت: أراك يا أمير المؤمنين في مزاج غير طبيعي، هل حدث ما تكرهه؟ وبقيت تسأل عن سبب انشغاله حتى حدثها بخبر خالد بن صفوان، فقالت: وماذا قلت لابن الخبيثة ؟ قال: رجل نصحني تشتمينه ! وخرجت من عنده في غضب شديد وأرسلت إلى خالد جماعة من غلمانها ومعهم العصي، فلما وقفوا على رأسه سألوه عن خالد بن صفوان فقال لهم: ها أنذا، فهوى بعضهم بهراوته عليه، فدخل داره وأغلق بابه وعرف هفوته وعرف من أين جاءه العقاب. 3) أرسل الخليفة الى خالد بن صفوان، وعندما حضر بين يديه قال له: إنك وصفت لي حول النساء والجواري ما لم يدخل سمعي، أعِد علي، قلت فقال خالد بن صفوان: أعلمتك يا أمير المؤمنين أن العرب اشتقت اسم الضرتين من الضر، ومن كانت عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في شقاء، فقال الخليفة: ويحك ! لم أسمع هذا الكلام منك ولا من غيرك، عندها سمع خالد بن صفوان ضحكا شديدا من وراء الستار، وأضاف قائلا: وأعلمتك أن عندك ريحانة قريش، و أنه لا يجب أن تطمع نفسك في غيرها من النساء، فسمع صوتا من خلف الستار,