ارتفاع كبير للنفايات المنزلية سجل خلال الشهر الفضيل، فيما تواجه البلديات صعوبات في جمعها ونقلها، حسب ما صرح به ل «الشعب» كريم ومان المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، في انتظار إدخال الفرز الانتقائي، ووضع الميكانزمات الملائمة لمعالجة هذه المخلفات، التي شوهت وجه المحيط وتهدد صحة السكان. قال ومان إن هناك تعليمات وجهت إلى والي العاصمة من قبل وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي، لوضع برنامج عملي لتخليص واجهة البلد من النقاط السوداء، وقد تم تشكيل لجنة مختصة على مستوى الولاية لهذا الغرض، في إشارة إلى أن مؤسستي «نات - كوم» و «اكسترا- نيت» ، بالرغم من الوسائل والمعدات التي تتوفر عليها عجزت عن تخليص أحياء العاصمة من المخلفات المتفاقمة. ركز ومان على أهمية الفرز الانتقائي، باعتباره « توجها إجباريا» لأنه السبيل الوحيد الذي يمكن من احتواء إشكالية النفايات من مصدرها، ويسهل عملية معالجتها وتثمينها، ويتطلب ذلك إشراك كل الأطراف من مؤسسات منتجة للنفايات والمواطنين والجمعيات، والعمل في إطار متجانس، مشيرا إلى أن عدد قليل من الأحياء يعتمد هذه الطريقة في تسير النفايات. ويعد الفرز الانتقائي النظرة الجديدة التي تعتمد في تسيير النفايات، وهي مهمة تضطلع بها الجماعات المحلية –حسب قوله -، فيما تكمن مهمة الوكالة الوطنية في مراقبة العملية على مستوى البلديات، بينما يبقى تفاقم النفايات خاصة في المناسبات كالشهر الفضيل، «إشكالية لابد من معالجتها وإيجاد حل لها «على حد تعبيره . ولفت ومان في هذا الصدد إلى أن ارتفاع كمية النفايات لها علاقة مع زيادة الكثافة السكانية وتمركزها، والنشاطات الموجودة في المدينة، مشيرا إلى أن بقايا الأكل تمثل أكبر كمية تطرح كمخلفات من المنازل، واعتبر أن هذا السلوك «لابد من معالجته، لأنه ناتج عن الإفراط في شراء حاجيات ومستلزمات قد يكون في غنى عنها، وبالتالي تتلف لعدم استعمالها أواستهلاكها، فيكون مصيرها القمامة». وأكد في سياق متصل أن الفرز الانتقائي يعد ديناميكية جديدة، في مجال تسيير النفايات، غير أن ذلك يتطلب – كما قال – تكوين المؤسسات التي تقوم بمعالجة النفايات، بميكانزمات في الميدان، وضع شاحنات متخصصة لأنواع النفايات، لجمعها ونقلها، بالإضافة إلى وضع برامج على مدى 10 سنوات، مع تحيينها بعد مرور هذه المدة الزمنية . ويبقى الجانب التحسيسي بالنسبة للمواطن مهما جدا، وقد تم وضع نظام اليقظة ورقم الهاتف الأخضر3007، الذي يسمح للمواطنين بالتبليغ عن الانتهاكات التي تطال البيئة والمحيط، كما يمكن التبليغ عن طريق موقع الوكالة عبر»الواب and.dz»، التي تم إطلاقها يوم 5 جوان بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.