أصبح الطريق نحو نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 مفروشا بالورود للمنتخب الوطني لكرة القدم، حيث وبعد الأداء البطولي أمام فيلة ساحل العاج، بات الفوز بالكأس الإفريقية الثانية في تاريخ كرتنا قاب قوسين أو أدنى من الواقع ولم يبق أمامنا لا خطوتين لتأكيد صحوة وعدوة الكرة الجزائرية إلى الواجهة الإفريقية والعالمية. ويعتبر تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم ثمرة احتراف وخطة عمل محكمة ساهم فيها الجميع من أعلى السلطات إلى طباخ المنتخب الوطني حيث لم يترك رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أي صغيرة تقف حاجزا في مسيرة ''أولاد الخضرا''. الآن اكتشفنا فوائد التحضير في ''لوكاستيلي'' أنصف التاريخ شيخ المدربين رابح سعدان الذي اختار منطقة جنوبفرنسا لتحضير نهائيات كأس أمم إفريقيا وتبين أن اختيار منطقة باردة كان هدفه استرجاع طاقة اللاعبين الذين لم ينالوا حقهم من الراحة من الراحة منذ الموسم الرياضي 2008 / 2009 لأنه بعد بداية الموسم الرياضي 2008 وتحديدا من نهاية شهر جويلية شرع اللاعبون الجزائريون في التحضير مع أنديتهم ثم شاركوا مع منتخبنا في مختلف التصفيات حيث خاضوا تنقلات ماراطونية في إفريقيا فاقت 40 ألف كيلومتر وهي مسافات مرهقة جدا وتؤثر على اللياقة البدنية للاعبين، كما أن اللاعبين مع المنتخب الوطني كانوا قد خاضوا طيلة 2008 / 2009 عددا من المباريات وصل إلى 13 مقبلة باحتساب مقابلة الأوروغواي التي لعبت في 12 أوت الماضي وهذا في عز تحضيرات الأندية والمنتخبات. وبعد الانتهاء من التحضير البدني الذي استفاد منه اللاعبين مع الأندية الأوروبية في مرتفعات سويسرا والنمسا لرفع قدرات الاسترجاع وتفادي الإصابات اصطدم اللاعبون بعد مرحلة التحضير البدني بشهر رمضان المعظم الذي فقد فيه اللاعبين الكثير من لياقتهم بسبب الصوم وتزامنه مع نهاية التحضير البدني ليواصل بعدها زملاء زياني مبارياتهم في أوروبا على مختلف المستويات لتأتي مبارة القاهرةوأم درمان اللتان نالتا من إمكانيات اللاعبين كثيرا. وعليه فالمدرب الوطني رابح سعدان باختياره مرسيليا بجنوبفرنسا كان من أجل تمكين اللاعبين من الاسترجاع، حيث وبعد المرحلة المرهقة فضل سعدان إراحة زملاء عنتر يحيى في درجة حرارة منخفضة جدا، لأن جسم الإنسان يستفيد من نوم وأكل جيدين لتمكين الجسم من الاسترجاع والتخلص من الإرهاق الكبير بعد الفترات الصعبة، ويعكس اختيار سعدان اتصاله المكثف باللاعبين الذين يكونون وراء اختيار عدم خوض لقاءات ودية من أجل الاستفادة من فترة الاسترجاع. وتعكس القدرات البدنية للاعبين الجزائريين في دورة أنغولا الحالية ثمرة التربص الذي جرى بمرسيليا لأنه كان للاسترجاع، عكس المنتخبات التي خاضت لقاءات ودية بعيدا عن أنغولا والتي وجدت صعوبات كبيرة في الدورة النهائية على غرار المنتخب المالي والمالاوي الذي خاض سفريات إلى مصر وغانا وهو ما أثر عليه كثيرا، كما أن أنغولا التي شهدت تنقلات كثيرة قبل النهائيات لخوض اللقاءات الودية وعليها بدنيا وحتى بعض لاعبيها تعرضوا للإصابات جراء التنقلات والحالة البدنية السيئة. وبهذا يكون شيخ المدربين رابح سعدان قد أكد بأنه مدرب من طينة الكبار وأنه عظيم من أخطائه التي يصححها في ظرف قياسي لأن المدرب الناجح هو الذي يعترف بنقائصه وأخطائه وقد شاهدنا ضد كوت ديفوار حسن تعامله مع التغييرات، حيث قام بتبديلات في الوقت المناسب وأتت أكلها من خلال دخول بوعزة وتسجيله لهدف وتمكن عبدون من أداء مميز بالرغم من أنه عنصر جديد في التشكيلة لكن الفترة التي دخل فيها تعكس حنكة سعدان الذي لم يفضل المدافعين بل أدخل وسط ميدان لتفادي خطأ القاهرة. مصر ستلعب ضد عقدتها النفسية والشبح الأبيض تستعد الجزائر غدا لمواجهة المنتخب المصري في إطار الدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا 2010 الجارية بأنغولا، وستكون الجزائر المرشحة الأولى للمرور إلى للدور النهائي بالنظر لعدة عوامل. فالمنتخب المصري الذي لا ينكر أحد مستواه العالي جدا منذ سنوات طوال، إلا أنه يجد صعوبات كبيرة عندما يلاقي المنتخب الوطني الجزائري، فحتى عندما تفوز مصر على الجزائر تكون قد أقصيت من المنافسات أو في بداية المشوار وتدفع الثمن في مباريات العودة حيث كان لتعادل مصر مع الجزائر 11 في عنابة في 2001 كاف لإقصاء مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2002 وهو ما يعني أن تعادلنا كان أحسن من فوز مصر علينا في الذهاب 25 . كما أن التاريخ أكد بأن الجزائر هي الشبح الأبيض لمصر وليس الأسود، ففي كأس إفريقيا 2004 التي جرت بتونس كانت الجزائر في مرحلة ضعف وبالرغم من ذلك فازت على مصر ب12 وب 10 لاعبين بعد طرد اللاعب ماموني، وتواصلت السيطرة الجزائرية على مصر بعد ذلك وكانت موقعة أم درمان أكبر شاهد على التفوق الجزائري وبالتالي وبالنظر للعوامل التاريخية والموضوعية تشير بأن هزائم مصر ضد الجزائر منطقية. وستتفوق الجزائر على مصر في مقابلة الخميس إنشاء الله بفعل لاعبينا المحترفين وهو العامل الذي تفتقده مصر حيث يملك لاعبي شحاتة نفس قدرات اللاعبين الجزائريين غير أن ما يمتلكه مغني من لمسات ومراوغات لم تتوفر في أي لاعب مصري ولن تتوفر فيهم لأن الأمر خاص بالجزائر والبرازيل فقط. وعليه سيشاهد الجميع كيف ستتفوق الجزائر بفنيات لاعبيها وهذا أمام الاستماتة المصرية. سر تسجيل مهاجمينا في مڤني لاحظ الجميع أن مغني أو زيدان الجزائر هو سر محرك ''الخضر''، حيث كانت بصماته واضحة في لقاء كوت ديفوار فقد قام بتحقيق الفارق من خلال تحكمه في الكرة في وسط الميدان حيث حرر زياني في الوسط الهجومي ومكن يبدة من القيام بدور مسترجع الكرات، فمغني يقوم بدور الوسيط بين الدفاع والهجوم وكل مرة تصل الكرة لمغني يحتفظ بها لأكثر من 10 ثواني في بعض الأحيان ما حفز الهجوم أكثر فعندما يدخل مغني أساسيا وفي بداية المقابلة يتحرر الجميع ويأخذ ثقة في اللعب أكثر فأكثر وهو ما سيحدث مع مصر التي من المنتظر أن نسجل أهدافا من مواقع مختلف تضاف للكرات الثابتة وهو السلاح النووي الذي لا تملك مصر وسائل صدها. ويظهر أن سعدان قد أيقن بأن وجود مغني أكثر من ضروري لأنه هو سلطة الضبط بين الهجوم والوسط وغيابه يجعل سعدان يفتقد لهمزة الوصل، وترك مغني مصابا يلعب أكبر وقت ممكن أمام كوت ديفوار تحفيز من سعدان لمغني الذي ساهم في رفع لعب مستوى المنتخب الوطني. وكان وراء تألق مطمور تحريره من مسؤولية العودة للدفاع التي قام بها مغني وبالتالي نتأكد من ضرورة وجود مغني في التشكيلة الأساسية ولو برجل واحد. كأس إفريقيا تبحث عن الجزائر في الوقت الذي رفضت فيه الجزائر على لسان رابح سعدان اللعب على التتويج بكأس إفريقيا في مختلف الحوارات، أيقن الجميع بأن كأس إفريقيا للأمم هي من تريد الجزائر وليس الجزائر هي التي تريد كأس إفريقيا، ويمكن تفسير كلام سعدان بأنه يرفض على لسانه الفوز بالكأس لكن ''إلي في القلب في القلب'' كما يقول المثل الشعبي عندنا. ويحتفظ التاريخ بالعديد من الأحداث التي تشبه ما يحدث في أنغولا وآخرها ما حدث مع المنتخب اليوناني الذي فاز بكأس أوروبا للأمم التي جرت قبل سنتين بالبرتغال حيث مر تقريبا بنفس مراحل المنتخب الجزائر خاصة بعد اجتيازه للدور الأول وبات يحدث المفاجآت تلو الأخرى حتى نال الكأس،وهو ما قد تفعله الجزائر التي وإن حققت التتويج فإن الفضل كله يعود لمقابلة مالاوي التي ستكون أكبر نجاح حققته الجزائر ولو أننا انهزمنا ب 03 ، لأن تلك النتيجة هي التي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه الآن وقد تكون تلك لمقابلة أشبه بمقابلتنا مع ألمانيا في 1982 التي كانت وبالا علينا بالرغم من فوزنا، فأوقفنا عجلة التاريخ فيها بينما لعبت ألمانيا النهائي وخسرته وخسرت نهائي مكسيكو ,1986 ثم فازت بكأس العالم 1990 دون احتساب الأدوار المتقدمة في الكؤوس العالمية والأوربية بعد ذلك وهو ما تقوم به الجزائر التي أوقفت الجميع في مقابلة مالاوي وتذهب بخطى رزينة للدور النهائي الذي لن يكون حتما ضد مالاوي. الجزائريون يحضرون لغزو الأندية العملاقة ستعرف أسواق التحويلات مستقبلا اختلالا كبيرا بعد أن سيطر عليها لاعبو أمريكا الجنوبية وبعض الدول الإفريقية حيث سيكون للاعبين الجزائريين شأن كبير مستقبلا ولن يندهش أحد إذا وجدنا يبدة في ريال مدريد ومطمور في بايرن ميونيخ ومغني في أنتار ميلانو وعنتر يحيى في ليفربول وزياني في بريمن الألماني. وبعد مع حدث مع كوت ديفوار سينقل ''يايا توري'' أخبار الندم للبارصا بعدم تعاقدها مع بلحاج الذي قد يعود لكاتالونيا مستقبلا وينتظر الجميع ما سيقوم به زيدان لمساعدة لاعبينا على اقتحام جوفنتوس وريال مدريد.