أضحى على العالم الاسلامي اليوم انتهاج المنظومة المصرفية الاسلامية التي اثبتت نجاعتها في عصرنا الحالي، لاسيما بعد حدوث الازمة الاقتصادية العالمية مسببة خسارة فادحة للشركات. هذا ما شدد عليه الدكتور محمد بوجلال استاذ محاضر في العلوم الاقتصادية بجامعة المسيلة، قائلا «أن مشكلة الانسانية اليوم هو ان النظام الرأسمالي الذي سيطر على العالم لقرون وجعل الثروة تتداول في ايدي مجموعة قليلة من الافراد معطيا نفوذا للنظام الليبرالي في الغرب». واضاف الدكتور بوجلال بأن دور الليبرالية المتوحشة بدأ ينحصر وان الحضارة تتجه الآن نحو المشرق او الشرق الاقصى كما يسميها وهي فرصة للمسلمين، كون الشرق الاقصى يتوفر على نسبة هائلة من الافراد في كل من الهند، ماليزيا، تركيا وغيرها من البلدان الاسلامية، كما ان معدلات النمو الاقتصادي هناك هائلة. واضاف الاستاذ الجامعي، بأن المسلمين الآن لديهم امكانية المساهمة في الحضارة الاسلامية، لان معظم الاموال حولت الى الشرق، موضحا في هذا الشأن بأن مشكلة الغرب اليوم هو انقلابه على القيم المصرفية التي اسسها ويدفع الثمن غاليا نتيجة هذه القيم لان العالم اصبح لا يثق في النموذج الغربي، وهي فرصة للبلدان الاسلامية لاثبات بان العالم بحاجة الى القيم الاسلامية. وبالمقابل، اكد المحاضر خلال محاضرة حول «دور القرض الحسن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية» نشطها بدار الامام المحمدية أن الغرب ادرك بان المخرج من هذه الازمات هو الاسترشاد بالقيم الاسلامية في مجال التموين، كيف لا ونحن نملك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله عز وجل، الذي يفتي في كل الامور، مشيرا في هذا السياق إلى ان التجربة أثبتت اليوم ان المشاريع الكبرى لم تعد قاطرة التنمية في كثير من الدول، وبات على المجتمعات الاعتماد على المشاريع الصغيرة والمصغرة. واعتبر بوجلال استحداث وزارة الشؤون الدينية والاوقاف لآلية القرض الحسن بالنسبة لصندوق الزكاة، بأنه امر ايجابي لانه سيمكن اصحاب الحرف والمهن والكفاءات المستفيدين من اموال الصندوق من تجسيد مشاريعهم، داعيا في هذا الصدد، الى توزيع القروض الحسنة على صاحب المشرو المتمرس في المجال وله قابلية للاستثمار، ويملك بطاقة الحرفي او سجل تجاري، كون ذلك سيسهل عملية توظيف الاموال. وفي معرض حديث الاستاذ المختص في العلوم الاقتصادية، لاسيما الاقتصاد الاسلامي، افاد بأنه يتطلع الى ان يستفيد شباب الجزائر من صندوق الزكاة، بحيث يتحولون من مستفيدين من الزكاة الى مزكين، مشددا مرة اخرى على ضرورة تعزيز صندوق الزكاة، ومساهمة الاغنياء فيه كي يتم تحقيق التكافل الاجتماعي بكل الافراد وبالتالي القضاء على الفقر والبطالة.