عبّر كثير من المواطنين عن قلقهم واستغرابهم من الخطوة التي أقدمت عليها الناحية العسكرية الثانية نهاية الأسبوع الماضي، بعد توزيعها لبيانات تدعو فيها مواطني ولايات الغرب إلى توخي الحيطة والحذر من عودة العمليات الإرهابية.. وحسب هؤلاء المواطنين، الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" في ولايات سعيدة، معسكر، سيدي بلعباس، وهران.. وغيرها. فإن توقيت إصدار هذه البيانات وتوزيعها على نطاق واسع يثير كثيرا من علامات الاستفهام، كما أنه يعيد إلى الأذهان من جديد صورة تلك النداءات التي كانت توجه منتصف العقد الماضي، وتدعو المواطنين إلى المشاركة في إحباط العمليات الإرهابية من خلال وضع خطوط خضراء تحت تصرفهم للإبلاغ عن "التحركات المشبوهة".. وكانت عملية توزيع هذه البيانات وتعليقها على جدران الشوارع الرئيسية، وفي المساجد والمقاهي، قد بدأت مساء الثلاثاء الماضي، واقتصرت على ولاية معسكر فقط، قبل أن تتفطن الناحية العسكرية الثانية إلى خطورة تأويل هذه الخطوة في حالة إبقائها مستثناة بولاية واحدة، لذلك عممتها يوما بعد ذلك. وقال مصدر مسؤول بالناحية إن الأمر لا يستدعي قلقا أو تخوفا من تدهور الوضع الأمني، كما تريد بعض "الأطراف الإشارة إلى ذلك، نافيا في ذات الصدد وجود معلومات عن تحركات بعض الإرهابيين للقيام بعمليات إرهابية خلال هذه الأيام. وأكد ذات المصدر أن العملية "التحسيسية" التي تشمل 12 ولاية من خلال وضع رقمين لكل ولاية، لقيت بعد 3 أيام من انطلاقها ترحيبا لدى المواطنين، حيث تم استقبال عشرات المكالمات، وإن كانت تهدف في معظمها إلى الاستفسار عن الغرض من العملية. وتبرر بعض الأوساط حالة القلق التي انتابت عددا من المواطنين، خصوصا أولئك الذين عادوا لمناطقهم المهجورة، إلى خطأ تكون قد ارتكبته الناحية العسكرية الثانية من خلال عدم تمهيدها لمثل هذه الخطوة وعدم الأخذ في عين الاعتبار ما قد يترتب عنها من انعكاسات سلبية وردات فعل غير محمودة لدى الشارع. للإشارة، شهدت ولايات الغرب خلال السنة الفارطة، تصعيدا طفيفا في العمليات الإرهابية، وقد كان أهمها على الإطلاق القبض على إرهابي والقضاء على آخر منذ 3 أشهر في حي السلام بمدينة وهران، إضافة إلى تفكيك 3 شبكات خطيرة لدعم وإسناد الإرهاب في سعيدة، أما في ولاية سيدي بلعباس، فقد شهد العام الفارط، استسلام أحد أكبر القيادات الإرهابية الخطيرة، ويتعلق الأمر ببحري الجيلالي المدعو "الذيب الجيعان". الذي يعد ثاني أمير يسلم نفسه لمصالح الأمن بعد ذلك الذي سلم نفسه الصيف الماضي، وقد تبع مثل هذه العمليات، ما تقوم به مصالح الأمن وأفراد الجيش من حملات تفتيش ومداهمة لمعاقل ما تبقى من جماعة حماة الدعوة السلفية المنتشرة خصوصا في المناطق الجبلية الوعرة بين سعيدة، بلعباس ومعسكر. وتعزو بعض الأوساط، تنامي العمليات الإرهابية وشبكات الدعم والإسناد في "زمن المصالحة" إلى تخلي الجهات الأمنية المسؤولة عن استراتيجية التبليغ من طرف المواطنين والاكتفاء بالتحرك بناء على ما قدمه التائبون من شهادات ومعلومات، وهو ما لم يقض على "بقايا الإرهاب" بصورة كاملة. قادة بن عمار