أكد الدكتور "محمد تيجيزة" رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفى "دريد حسين" أمس على هامش الندوة الصحفية التي نظمت من طرف المخبر الجزائري لتطوير الصناعة الصيدلانية تحت "عنوان القلق ، عوامله ، و طرق محاربته" أن نسبة 80 بالمائة من كل 20 مليون من المرضى المتقدمين للفحص تقل أعمارهم عن 35 سنة.و قدم المخبر الجزائري لتطوير الصناعة الصيدلانية في الجزائر دواء "تونيك سي " للحد من تفاعلات القلق ،هذا الأخير الذي يحتوي أساسا على الفيتامين "سي" الذي يُكسب الأعصاب قدرة على تحمل القلق. نشط الندوة الصحفية مجموعة من كبار الدكاترة المتخصصين في المجال و ممثلة عن المعهد الوطني للوقاية ضد أخطار العمل ،حيث تخلل الندوة سرد لأنواع القلق و العوامل المؤدية له و أعراضه ، الأمراض الناجمة عنه و أخيرا طرق معالجته والوقاية منه. و تنقسم العوامل المؤدية للقلق إلى عوامل مهنية تتمثل إما في اكتظاظ العمل أو الفراغ ، الروتين ، التواصل السيئ ، المهمات المكثفة ، العمل غير المنظم ، درجة الحرارة ، الإضاءة ، الضجيج ، إضافة إلى العوامل الذاتية ،هذا الأخير الذي عادة ما يؤدي إلى الانهيار و منها إلى الموت في بعض الأحيان .أما عن أعراض القلق فتنحصر أساسا في النسيان، فقدان اليقظة ، ردود الأفعال القوية و العدوانية التي عادة ما تؤدي إلى الأمراض القلبية و الانهيارات العصبية. و حسب الدراسة المُجراة في الجزائر فإن حركة المرور هي أكثر العوامل المُسبّبة للقلق إلا أن الواقع يعارض ذلك، إذ نجد معظم العاملين معرضين للقلق لذا فيجب على صاحب العمل توفير الأمن و الضمانات للعمال ، والعمال بدورهم عليهم احترام مواعيد العمل و التقيد بالأعمال المُخولة إليهم و أدائها على أتم وجه .و للوقاية من أخطار القلق المهني تقول السيدة "فريدة إليس ميراد" مديرة المعهد الوطني للوقاية من المخاطر المهنية "يجب تطوير ظروف العمل بدءا بتحسين الرواتب و توفير جو مريح ،و مساحة واسعة ، أما على مستوى الفرد فيجب التحكُم في المشاعر و محاولة التغلب على القلق و إحسان الاسترخاء "، وعن المعالجة الطبية لهذا المرض يقول الدكتور "محمد تيجيزا" "يجب ايجاد دوافع القلق أولا لتسهيل علاجه بالمهدئات" مضيفا "أن العمل من أهم العوامل القاضية على القلق بحكم انه مصدر للرزق إذ يجد فيه الإنسان مصدرا لحل مشاكله الاقتصادية و توفير الاكتفاء و الرفاهية كما انه يشغل الفرد ويلهي وقته كي لا يحس بالملل"مسجلا انه بعيدا على الأمراض العضوية علينا أن نُركّز اهتماماتنا على الأمراض الحضارية في مقدمتها القلق الذي عادة ما تؤدي إلى الانتحار و الانهيارات العصبية فينا يجب تحسين الأوضاع الاجتماعية و القدرة الشرائية للمواطن. ريم.أ