ألقت الأزمة الأمنية التي تعرفها سوريا بسبب الثورة ضد نظام بشار الأسد بظلالها ليس على دول الجوار فحسب، بل تعدتها لتعم معظم الدول العربية التي لجأ اليها السوريون والسوريات هربا من أحداث العنف والفوضى والانتقام، ومن بينها الجزائر وتحديدا بولاية الوادي التي يحلون بها عن طريق الحدود البرية من تونس. واللافت ان السوريين في ولاية الوادي تزايد عددهم بشكل خاص في الأشهر الأخيرة سيما الشباب الذين تخصصوا في معالجة الأسنان وتغييرها، ولم يقتصر الوضع على ذلك، بل نساء سوريات وبأعداد كبيرة انتشرن بشكل لافت للعيان بأسواق ولاية الوادي. وإذا كانت الصغيرات منهن لا يظهر نشاطهن للعلن من حيث نوعيته فإن اللواتي بلغن من الكبر عتيا لم يجدن من وسيلة للاسترزاق الا التسول بأسواق ولاية الوادي، كما تؤكد الصورة التي تحوزها الشروق لامرأتين سوريتين، إحداهما تحمل جواز سفرها للتدليل على ذلك، وتمد يدها للمساعدة في كسب لقمة عيشها. وذكر عدد من المواطنين للشروق ان نسوة سوريات يقصدن المنازل أيضا لطلب المساعدة، ولقين كثيرا من التعاطف من طرف الجزائريات نظرا لظروفهن القاسية. وتساءل عدد من المتابعين لهؤلاء عن دور السفارة السورية في الجزائر، ومدى تكفلها بالرعايا واللاجئين الفارين من جحيم الحرب الأهلية التي يعرفها هذا البلد العربي.