يعيش رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، ضغطا رهيبا قبل أقل من أسبوع من موعد الجمعية العامة العادية، التي ستجري يوم الاثنين القادم بالمركز التقني لسيدي موسى، بسبب المشاكل الكثيرة التي تعيشها الاتحادية والمنظومة الكروية، التي زادت حدتها في الفترة الأخيرة، التي تزامنت أيضا مع التناقضات الكثيرة والمغالطات التي تضمنتها الحصيلة المالية والأدبية للفاف في أول سنة من عهدتها. ويضاف إلى ذلك اتساع رقعة المعارضة للمكتب الحالي، الذي نتج عنه تسريبات لتوجيه أعضاء الجمعية العامة إلى اعتماد التصويت على حصيلة المكتب الفدرالي عبر الصندوق أو "التصويت السري" وليس العلني (رفع الأيدي) مثلما جرت عليه العادة، وتحول هذا الأمر إلى مصدر رعب للمكتب الحالي بقيادة زطشي، الذي وجد نفسه في وضع صعب جدا، قد ينتهي بالإطاحة به من تسيير مقاليد الاتحادية. وازدادت وضعية القيادة الحالية للفاف تعقيدا، بظهور خلافات ومشاكل جديدة بين أعضاء المكتب الفدرالي الذي هو على فوهة بركان قبل أيام فقط من موعد الجمعية العامة، حيث كشفت مصادر متطابقة ل"الشروق" أن عدة أعضاء أبدوا امتعاضهم مما يجري داخل الاتحادية، خاصة بعد نشر "الشروق"، يوم الخميس الماضي، تفاصيل الحصيلة الأدبية التي سيعرضها المكتب أمام الجمعية العامة، التي شابتها الكثير من المغالطات والتناقضات، وكذا إغفال جوانب كثيرة مهمة لم يتطرق إليها خلال التقرير، ما أضعف كثيرا موقف القيادة الحالية. وقالت ذات المصادر إن زطشي اجتمع لمدة قاربت ساعتين مع المدير العام للإدارة على مستوى الفاف، لتدارس الوضع ومحاولة إيجاد مخرج لهذا المأزق. وأكدت ذات المصادر أن زطشي وصل إلى قناعة مفادها أنه محاط بإدارة ضعيفة وأشخاص "عديمي الكفاءة" تسببوا في تغليطه وتضليله. كما أكدت مصادرنا أن عضو المكتب الفدرالي العربي أومعمر قرر الانسحاب من المكتب الفدرالي حيث غاب عن الاجتماع الأخير يوم 29 مارس الماضي، كما قرر الغياب أيضا عن الاجتماع الذي سيعقد غدا الخميس، بسبب استيائه من سياسة الإقصاء المنتهجة في حقه وحق بعض الأعضاء من طرف آخرين بالمكتب. وبالعودة إلى الجمعية العامة، فقد باشرت "المعارضة" منذ فترة حملة وسط أعضاء الجمعية المؤثرين قصد تقديم طلب على هامش أشغال الجمعية العامة العادية يوم الاثنين القادم، لاعتماد التصويت السرّي على الحصيلتين المالية والأدبية للفاف، وليس برفع الأيدي، وهو ما يدل على اتجاه هذه الأطراف إلى رفض الحصيلتين، ما يعني نهاية مهمة المكتب الفدرالي الحالي، وأصبح هذا الأمر مصدر قلق وضغط شديد للمكتب الحالي بقيادة زطشي، الذي يتخوف من مواجهة هذا السيناريو، خاصة بعد أن فقد حليفا قويا وهو وزير الشباب والرياضة السابق الهادي ولد علي الذي أعفي من منصبه بموجب التعديل الحكومي الأخير. وبحسب الشق المتعلق بالجمعية العامة، من المادة 12 للمرسوم الوزاري التنفيذي 14-330 المؤرخ في 27 نوفمبر 2014، المتعلق بالإجراءات التنظيمية وتسيير الاتحاديات الرياضية الوطنية وقوانينها، فإن المصادقة على التقريرين المالي والأدبي لأي اتحادية يتم عبر التصويت السري. كما تنص المادة 8 من القانون الداخلي للفاف المتعلقة بقرارات الجمعية العامة التي تطابق قوانين الاتحاد الدولي للعبة، على أن قرارات الجمعية العامة يتم التصويت عليها عبر رفع الأيدي، إلا في حالة قيام 45 عضوا من الجمعية بالمطالبة بالتصويت السري. ما يؤكد أن ما يسعى إليه بعض أعضاء الجمعية العامة المعارضين للمكتب الحالي، قانوني ولا تشوبه أي شائبة بعكس ما تروج له بعض الأطراف التي اتهمت من يطالب بالتصويت السري بزرع الفوضى ومحاولة ضرب استقرار المكتب الفدرالي.