انتهت الدورة غير العادية لمجلس الشورى لحركة النهضة، بمزيد من الاحتقان بين الأمين العام، محمد ذويبي ورئيس مجلس الشورى، محمد الهادي عثمانية، وكل منهما يقف وراءه فريق من القياديين. ورد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، على اتهامات رئيس مجلس الشورى، بقوله إن الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى قانونية وجرت بحضور محضر قضائي كما هو معمول به في باقي الأحزاب السياسية. وأكد ذويبي في اتصال ب"الشروق أون لاين"، أن الإجراءت والظروف التي انعقدت فيها دورة مجلس الشورى كلها صحيحة ولا تشوبها شائبة، مشيرا إلى أن حجة خصومه ضعيفة ولا تستند إلى حقائق. وذهب المتحدث بعيدا، حين دعا خصومه إلى الذهاب إلى العدالة لإثبات حدوث تزوير في الأختام، مؤكدا أن ختم رئيس مجلس الشورى ملك للحركة وليس لشخص رئيسها ومن حق الأمين العام استعماله. ووجّه الأمين العام دعوة لرئيس مجلس الشورى والأعضاء المناوئين له لحضور المؤتمر المقبل المزمع عقده في نوفمبر المقبل شريطة أن لا يطالبوا بترتيبات مسبقة قبل انعقاده. وبخصوص تداول أنباء حول مطالب خصومه برحيله من أمانة الحركة، أكد محمد ذويبي، أن رحيله لن يكون إلا بطريقتين، الأولى استعجالية عن طريق اجتماع ثلث أعضاء مجلس الشورى في دورة استثنائية، متحديا خصومه بتمكنهم وفق هذه الطريقة من الحصول على أصوات نصف أعضاء المجلس زائد واحد مثلما تنص عليه لوائح الحركة. أما الطريقة الثانية –يقول ذويبي- فهي انتظار الدورة المقبلة لانعقاد المؤتمر الوطني، لتقديم مرشحهم وانتخابه أمينا عاما للحركة. وقال إن ما تم تداوله بخصوص هذه القضية مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي لا غير، مؤكدا أن صراع خصومه حاليا هو مع المناضلين وليس مع الأمين العام. وقال رئيس المجلس الشوري لحركة النهضة، محمد الهادي عثمانية، الذي غاب عن اللقاء، إن مخرجات اللقاء الذي تم عقده بمقر حركة النهضة يوم الجمعة 4 ماي بدعوة من الأمين العام للحركة باطلة شكلا ومضمونا، وهي بحكم مواثيق الحركة لاغية ولا يترتب عليها أي أثر. وأوضح عثمانية في بيان تلقى "الشروق أون لاين"، نسخة منه، بقوله: "سأحتفظ حقي في اتخاذ كل التدابير والإجراءات القانونية لإيقاف هذه الممارسات والسلوكات التي يشرف عليها من لا يقدر مسؤوليته ولا يهمه ما يؤول إليه مصير الحركة". واتهم رئيس مجلس الشورى، الأمين العام الحالي للحركة بالتزوير، وقال: "لقد صدر عن هذا اللقاء بيان ممضى بختم مجلس الشورى الوطني، والذي لا يحق لأحد غيري استعماله، وإذ يعد هذا تزويرا، ومخالفا لقوانين الجمهورية، فهو كذلك زج بالحاضرين في متاهة مخالفة القانون واستعمال المزور". وجدد تأكيده أنه لم يتلق أية مراسلة من أعضاء المجلس لعقد دورة استثنائية، ولم يتم إخطاره من أي جهة بهذا الإجراء، معتبرا ذلك "اعتداء على شرعية المجلس الشوري الوطني". وأضاف بأن اللقاء أكد ما حذر منه في بيانات سابقة من "محاولات حثيثة للنيل من الحركة وتشتيتها والدخول بها في مرحلة انقسام حتمية لا سبيل للرجوع منها". وقال عثمانية إنه بصفته رئيسا للمجلس الشوري لحركة النهضة، و"حرص الناس على لم شملها وتراص صفوفها، يهيب بكل قيادات الحركة ومناضليها أن لا ينزلقوا في هوة الخلاف والإنشقاق"، داعيا إياهم "للالتفاف حول حركتهم وإنقاذها من انقسام محتم في ظل هذه التجاوزات الخطيرة واللامسؤولة" – على حد تعبيره -.