كثيرة هي المُستلزمات التي تجدها العائلات الجزائرية أكثر من ضرورية لاستقبال عيد الأضحى المُبارك، فتتهافت على الأسواق الشعبية ومواقع البيع الالكترونية والمراكز التجاريّة كل حسب قدرته الشرائية لتأمينها. والظاهرة تساهم في ظهور مهن موسمية تدر أموالا على أصحابها. شحذ السكاكين، بيع الشوايات والفحم ومهن أخرى كثيرة ملازمة لعيد الأضحى المبارك، يستغلها كثير من الرجال والنساء، لتوفير بعض النقود. فنظرة عبر الشوارع أو جولة بين الأسواق الشعبية خلال الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى، تكشف الكثير من المهن الموسمية، المتعلقة جميعها بأضحية العيد. أكثر حرفة لا تستغني عنها العائلات أياما قبل عيد الأضحى، هي شَحاذة السكاكين، فكثيرون يفضلون شحذ سكاكينهم القديمة بدل شراء أخرى جديدة، خاصة في ظل غلاء الأسعار وغزو المنتجات الصينية المقلدة الأسواق، حيث أصبح السكين يُكسر لأصغر حركة من صاحبه. أكثر من 100 سكين يتم شحذه لدى حرفي واحد فالعائلات تفضل سكاكينها حادّة وقاطعة، لتيّسير عملية سلخ الأضحية وتقطيعها، وإعداد "الدوارة" وال "البوزلوف". وتتراوح تكاليف شحذ السكاكين، حسبما استقيناه من حرفيين على مستوى سوق باش جراح الشعبي بالعاصمة، بين 200 دج و400 دج، ويشحذ الحرفي أحيانا حتى 100 سكين يوميا، وهو ما يجعله دخله اليومي يصل حتى مليوني سنتيم. وتظهر أيضا خلال أيام العيد باعة العلف والشعير، حيث تكلف حزمة من "القرط" مبلغ 500 دج، كما ينتشر باعة "الشوايات" والفحم. على مستوى سوق بن عمر بالقبة، تُعرَض للبيع شوايات من مختلف الأصناف والأنواع، منها الصغيرة التي لا يتعدّى ثمنها 300 دج وأخرى كبيرة نوعا ما يصل سعرها 500 دج، وكان الإقبال كبيرا جدا، خاصة وأنها سهلة الاستعمال. حدّادون يصنعون شوايات بسيطة للبيع فيما يعرض أصحاب ورشات الحدادة للبيع شوايات بسيطة صنعوها من بقايا الحديد للمناسبة، مقابل مبلغ يتراوح بين 300 و400 دج للواحدة، فيما تُفضّل العائلات الميسورة شراء شوايات عصرية، وهي معروضة بالخصوص بمراكز التسّوق التجارية والمحلات، وهي شوايات كهربائية ومتعددة الأغراض، وتستعمل في جميع أيام السنة، ويصل سعرها حتى 4600 دج. شباب آخرون وجدوا في تجارة الفحم مهنة مُربحة خلال عيد الأضحى، فيعمدون لحرق بعض أشجار الغابات لاستخراج الفحم، ويبيعونها بمبلغ 200 دج و300 دج لكيس الفحم الواحد. في وقت انقرضت كثير من المهن، وأهمها غسل "الهيدورة" أو بيعها، حيث تخلت كثير من العائلات عن صوف الكبش، صرنا نرى "الهيدورات" مكدسة في القمامات يوم العيد، وحتى مصانع الجلود والأحذية التي كانت توجه إليها "الهيدورات" تعرضت للغلق، ففي سنوات خلت، كنا نرى رجلا يجوب الأحياء بعربته باحثا عن "الهيدورات" التي يشتريها بثمن يتراوح بين 150 و200 دج للواحدة، ويعيد بيعها بدوره إلى مصانع الجلود وصانعي الأحذية، فيما كانت بعض النساء تعرض خدمات غسل "الهيدورة" مقابل مبلغ مالي يصل حتى 500 دج، واستبشر كثيرون بقرار السلطات استرجاع جلود الحيوانات المذبوحة هذا العام، وتوجيهها نحو الصناعة. ذبح وسلخ الأضحية ب 1500 دج فيما تبدأ عملية حجز "ذباح" أو" سلاخ" أياما قبل العيد لعدم توفرهم يوم النحر، فسعر الذبح والسلخ يصل حتى 1500 دج، وعملية الذبح وحدها ب 500 دج، فيما تصل تكلفة تقطيع الخروف إلى 1500 دج عند أصحاب محلات الجزارة، فيما تصل تكلفة تقطيع العجل حتى مليون سنتيم أحيانا. وفي هذا الصدد، أكد لنا صاحب محل جزارة ببلدية حسين داي أنه يقطع يوم العيد حتى 80 أضحية أمسية العيد.