قال المؤرخ بنجامين ستورا أن اعتراف فرنسا بخطف وقتل موريس أودان خطوة مهمة في اعتراف فرنسا بجرائم التعذيب في الجزائر، وأضاف سطورا في مقابلة نشرتها جريدة لوموند الفرنسية ان هذه الخطوة لا يمكن تجاهلها وسيكون لها مستقبلا اثر، وشبه سطورا ما قام بع ماكرون بخطوة الرئيس شيراك ف اعتقالات فال داف التي استهدفت 13 ألف يهودي عام 1942، إبان الحكم النازي، حيث عرفت فرنسا اكبر عملية تهجير لليهود وبقت طابو في السياسة الفرنسية إلى حين اعتراف جاك شيراك بمسؤولية فرنسا في ترحيل اليهود، وفي 16 جويلية 1995 قال “نعم، دعم فرنسيون، ودعمت الدولة الفرنسية الجنون الإجرامي لسلطات الاحتلال”، وفي جويلية 2012 ذهبت فرنسا إلى أبعد من ذلك في عهد فرنسوا هولاند الذي أقر بأن “الحقيقة هي أن هذه الجرائم ارتكبت في فرنسا من قبل فرنسا”. وكان الرئيس الفرنسي قد اعلن يوم الخميس “مسؤولية الدولة الفرنسية” في مقتل المناضل الشيوعي الفرنسي موريس أودان في 1957 والذي ناضل لأجل استقلال الجزائر. ورحبت عائلة أودان بهذا الاعتراف الرسمي، مؤكدة “أنه يدخل في إطار محاربة سياسة التعذيب التي استخدمت كأداة للقمع ونشر الرعب في العالم”. وقدم ماكرون لأرملة موريس اودان جوزيت (87 سنة) وولديها بيانا أكد فيه “أن فرنسا أقامت خلال حرب الجزائر (1954 – 1962) نظاما أستخدم فيه التعذيب وأدى خصوصا إلى وفاة المعارض الشيوعي موريس أودان”. كما قالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون قرر فتح الأرشيف المتعلق “بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين”. قرار الرئيس الفرنسي اثار ضجة في فرنس، حيث اعتبرت زعيمة اليمين المتطرف ان قرار الرئيس ماكرون سيفرق بين الفرنسيين، مؤكدة ان “موريس أودان خبأ إرهابيين من جبهة التحرير الوطني ارتكبوا اعتداءات”. وتابعت: “خطوة ماكرون هدفها مجاملة الشيوعيين، فضلا عن ضرب وحدة الفرنسيين”. وتساءلت لوبان: “ما هو هدفه عندما يعيد فتح الجروح بالحديث عن موريس أودان. لقد اختار أن يركب موجة التفرقة بين الفرنسيين عوض أن يوحدهم”. وفي الوقت الذي اعتبر البعض ان اعتراف فرنسا بتعذيب وقتل موريس أودان مقدمة لاعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر، قال البعض ان فرنسا تمارس العنصرية، لأنها استثنت موريس، لأنه فرنسي عن الملايين من ضحايا حرب الجزائر الذين قضوا تحت التعذيب.