يعود أحمد دلباني في كتاب جديد "أدونيس: بروميثيوس عربي" من باريس عبر منشورات معهد العالم العربي ضمن مشروع ضخم "مائة كتاب وكتاب" يشرف عليه "معهد العالم العربي" بباريس ويتناول وسطاء الثقافة الكبار بين ضفتي المتوسط "أو بين العالم العربي وفرنسا تحديدا" منذ قرنين أي منذ القرن التاسع عشر. أهمية الكتاب تأتي لكون أدونيس أحد تلك القامات الفكرية التي شهدت مرحلة اللقاء بين الشرق والغرب حيث يسعى الكتاب حسب مؤلفه إلى مقاربة عوالم أدونيس في تماسيه بين ثقافيين العربية والفرنسية. وحسب صاحب الكتاب فإن مؤلفه تناول أدونيس "باعتباره مثقفا ومبدعا عربيا طليعيا كان له إسهامه المتميز في فتح الثقافة العربية على الإشكالات الكونية وعلى الحداثة التي مثلت قدر البشرية الجديد من خلال الأنسنة واحتضان التاريخ وعتق المعنى من مرجعية اللاهوت والمطلق القديم." كما تناول الكتاب أيضا منظور الشاعر إلى الهوية الذي تجاوز النظر إليها باعتبارها أقنوما ثابتا متعاليا ليرى فيها إبداعا وولادة مستمرة وصيرورة تغتني بالانفتاح على العالم واحتضان الآخر المختلف. الكتاب لا يتوقف فقط عند الدراسة النظرية والنقدية لمشروع أدونيس الشعري والفكري والإبداعي لكنه أيضا يقدم مختارات طويلة من شعره ونثره يمكنها أن تشكل مدخلا لدراسته لمن يرغب في اكتشاف عوالم هذا المثقف والشاعر العنيد الذي شكل واجهة الثقافة العربية غداة كل ترشيح لجائزة نوبل.