تؤشر التصريحات المتعاقبة لقيادة أحزاب التحالف الرئاسي وعديد المنظمات التي تدور في فلكها، أنّ إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة جديدة مسألة وقت فقط، ما يعني أن النقاش داخلها تجاوز مناشدة العهدة الخامسة إلى الاستنفار السياسي والتنظيمي لخوض حملة انتخابية قويّة، ترقى إلى مستوى الإنجازات المحققة طيلة 20 عامًا، وتقطع الطريق أمام انتقادات المُنافسين المحتملين، لأنّ الأغلبيّة منهم تظهر حتى الآن من الأوزان الخفيفة. الأفلان.. القوّة الضاربة ويأتي في مقدمة المؤيدين للرئيس، الذين سيبرز حضورهم الشعبي في تنشيط الحملة الدعائيّة، حزب جبهة التحرير الوطني بكل ثقله التاريخي والاجتماعي والسياسي والهيكلي، مستغلّاً رمزية "الأفلان" في الذاكرة الجماعيّة، منذ ثورة التحرير، ثم عهد الاستقلال إلى يوم الناس هذا، ومستندًا على الانتشار الجماهيري الواسع عبر 1541 بلديّة، فضلاً عن آلاف المنتخبين وطنيّا ومحليّا، ومثلهم من الإطارات السامية، ومنْ يرتبطون بهم من المقرّبين الموالين للحزب الواحد سابقا، أبا عن جد. الأرندي.. انتشار وتجربة كما يعدّ التجمّع الوطني الديمقراطي ثاني أكبر الداعمين لحملة الرئيس الحالي، وهو الآخر من القوى الانتخابية النافذة، عن طريق الحضور السياسي للحزب عبر الولايات بمنتخبيه ونوابه، المستمدة من التجربة السابقة في إدارة الشأن العام منذ 1997، وبلا شك، فإنّ منصب الوزير الأول، الذي يشغله أحمد أويحيى، سيعطي ثقلا إضافيا ل"الأرندي" في تفعيل القواعد النضالية للحزب. تاج والأمبيا والإصلاح تحت التصرّف أمّا الحزبيان الرديفان في التحالف الرئاسي، تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، فسيكون لهما بكل تأكيد دور مؤازر مهمّ في الاستحقاق الانتخابي، ذلك أنّ الأول استطاع أن يفرض حضوره في الفترة الأخيرة من خلال كتلة برلمانية ب20 نائبًا، فيما ينتظر من حزب عمارة بن يونس اختراق وعاء "الديمقراطيّين" واستقطاب منطقة القبائل. كما أعلنت في وقت سابق، حركة الاصلاح الوطني، تأييدها لبوتفليقة، وهو ما يعني أن شريحة واسعة من الوعاء الانتخابي للإسلاميين، ستصبّ في وعاء العهدة الخامسة أيضا. شخصيات ثقيلة لمهمة واحدة إضافة إلى الأحزاب المذكورة، فإنّ وجوها سياسيّة بارزة سيصبّ نزولها إلى الميدان في ميزان الرئيس بوتفليقة، وفي مقدمتها عبد العزيز بلخادم وعبد المالك سلال وحتّى عمار سعداني، فالأول لا يزال يتمتّع بوزن كبير داخل قواعد الحزب العتيد، كما يحظى باحترام الإسلاميين، بينما كسب الثاني شهرة واسعة من خلال خمس سنوات قضاها على رأس الجهاز التنفيذي، فضلاً عن إدارته لثلاث حملات رئاسية منذ 2004. أمّا سعداني فقد سبق أن ترأّس "اللجنة الوطنية المساندة لترشح عبد العزيز بوتفليقة" منذ تأسيسها في 1999، ثمّ دافع بقوّة عن حصيلة الرئيس، وشنّ هجومًا لاذعًا في الاتجاه الآخر، خلال ثلاث سنوات من قيادة الأمانة العامّة للأفلان، الأمر الذي رفع من حضوره السياسي في المشهد العام. 19 تنظيما لتنشيط الحملة الانتخابية هذا وتستعدّ ما يعرف بمجموعة "الاستمرارية من أجل الاستقرار والإصلاح"، التي تضمّ 19 تنظيمًا سياسيّا ومدنيّا، بتنسيق من الوزير السابق للجالية بلقاسم ساحلي، لتنشيط الحملة الرئاسيّة. زيادة على هؤلاء، فإنّ "الماكنة" الانتخابية للرئيس ستتقوى بعشرات المنظمات الماليّة والجماهيريّة والعماليّة والطلابيّة، يتقدمها منتدى رؤساء المؤسسات مع علي حدّاد، كأكبْر "باترونا" في الجزائر، وكذا "المركزية النقابيّة"، ذلك الأخطبوط العمّالي الذي يتوزّع على القطاع العمومي الإداري والصناعي والتجاري، مسيطرًا على التمثيل النقابي منذ الاستقلال. وبدوره الإتحاد العام للفلاحين الجزائريين سينزل إلى السهول والهضاب والصحارى، ليمشط القرى والأرياف بعيدا الصالونات والأضواء. دور استثنائي للشباب والنساء أمّا الجنس اللطيف، فيعوّل أنصار العهدة الخامسة، على تعبئته عن طريق الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات، والذي سيرافع لصالح بوتفليقة من موقع قوة، بالنظر إلى المكاسب المهمة التي حازتها المرأة في عهده على كافة الأصعدة. فيما يبقى الرهان الرئيس في تحريك الكتلة الشبابيّة الصامتة على دور المنظمات الطلابية، التي توحدت في شكل تكتّل جماعي من 8 منظمات استعدادًا للتعبئة الجماهيريّة. وأمام تلك الحشود التنظيميّة التي تشبه الآلة الكاسحة، يصبح من الصعوبة البالغة، بتقدير المراقبين، على المترّشحين خوض حملة انتخابية يمكن أن تشكل منافسة فعليّة للرئيس في الموعد المرتقب منتصف أفريل المقبل. تستعدّ لاستنفار قواعدها لأجل تحسيس المواطنين "مجموعة الاستمرارية": موقفنا ثابت وداعم للرئيس أكدت مجموعة "الاستمرارية من أجل الاستقرار والإصلاح"(G15+4)، موقفها الثابت والمؤيد لمسعى الاستمرارية والداعم لرئيس الجمهورية، بهدف الحفاظ على المكاسب المحقّقة وتجاوز النقائص المسجلة، وتصويب مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعميق الإصلاحات وترسيخ الممارسة الديمقراطية، وتعزيز دولة الحق والقانون، في إطار رؤية إصلاحية شاملة تضمن انتقالا سلسا ومتواصلا بين الأجيال، حسبما أفاد به أمس بيان عن المجموعة. وعقب اجتماع تشاوري أمس لرؤساء أحزابها، أبدت المجموعة استعدادها المجموعة للتنسيق والتعاون مع كافة التكتلات السياسية الداعمة لمسعى الاستمرارية، من خلال الشروع في تجنيد قواعدها النضالية ومنتخبيها المحليين، إذ تحوز المجموعة على أكثر من 2000 منتخب محلي، وكذا مجموعتها البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني الذي تحوز داخله 25 نائبًا، بهدف إنجاح المرحلة الأولى من التحضيرات للاستحقاق الانتخابي المقبل، ولا سيما عملية جمع التوقيعات، وكذا المساهمة باقتراحات ملموسة من شأنها إثراء البرنامج الانتخابي، حسب نفس البيان. كما أعلنت المجموعة عن مباشرة المرحلة الثانية من نشاطها، والمتعلقة بتنظيم حملة تحسيسية لفائدة المواطنين في الولايات، بهدف توعيتهم وتجنيدهم للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمساهمة في تحسس انشغالاتهم والتكفل بها ضمن البرنامج الانتخابي المقترح، وكذا دعوة جميع الأطراف لإنجاح الاستحقاق الانتخابي المقبل، ليكون موعدا حقيقيا للجزائر مع تاريخها ومكانتها المستحقة. غول: ندعم بوتفليقة عرفانا له بالمجهودات التي بذلها دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر (تاج)، عمار غول، السبت، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لعهدة جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشددا على دعم حزبه للرئيس "عرفانا له بالمجهودات التي بذلها من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر". وأوضح غول خلال افتتاحه لدورة المجلس الوطني للحزب، أن حزبه "يرشح الرئيس بوتفليقة لاستحقاقات 18 أفريل المقبل، نظرا لحجم الانجازات التي قدمها لمصلحة الوطن والثقة التي يتمتع بها" وهو "رجل الإجماع، سواء على مستوى المؤسسات والهيئات أو على مستوى الفضاءات الإقليمية والمجتمع الدولي". وأشار غول: "لقد رشحنا الأب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، لكونه تمكن من الوقوف ضد المخاطر الإقليمية والدولية وكذا نظرته المتبصرة للأجندات الخارجية التي تهدد الوطن وتريد كسر شوكته وزعزعة أمنه واستقراره". واعتبر غول ندوة التحالف الرئاسي المنعقدة أمس بالعاصمة، "مؤشر شراكة إستراتيجية". غويني: فوز بوتفليقة سيجعل لنا دورا فعالا في البناء أكد فيلالي غويني، رئيس حركة الإصلاح الوطني، أن تشكيلته ستساهم بشكل فعال في نجاح الاستحقاق الرئاسي المقبل، من خلال دعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وقال غويني، خلال أشغال الدورة العادية للمكتب الوطني، أمس، بالعاصمة، أن فوز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقررة بتاريخ 18 افريل 2019، سيجعل لحركة الإصلاح دورا فعال في البناء الاجتماعي والاقتصادي للبلاد بمشاركة جميع الفاعلين والشركاء السياسيين. وقال رئيس حركة الإصلاح، أن حركته ستولي "أهمية قصوى" للانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرا أن العملية المقبلة تعد "دليلا قاطعا على استقرار المؤسسات في البلاد، وحرص الجزائريين على مجابهة مختلف التحديات"، مضيفا إن حزبه، سيواصل الاضطلاع بالواجب الوطني، وممارسة مهامه السياسية والدستورية بكل جدية ومسؤولية، من خلال تأطير قواعد الحركة باستمرار، وحثهم على العمل الميداني تحضيرا للاستحقاق الرئاسي المقبل.