تقلصت حظوظ الجزائريين في مشاهدة لاعب جزائري في الدور النصف النهائي، من رابطة أبطال أوربا، على خلفية ما حدث في مباريات ذهاب ربع نهائي المنافسة اللتين جرتا سهرة الثلاثاء. خسر مانشستر سيتي بهدف نظيف أمام فريق توتنهام، الذي من الصعب التغلب عليه بفارق هدفين، وخسر بورتو في ليفربول بثنائية نظيفة ستجعل من تأهل بورتو أقرب إلى الإعجاز. رياض محرز استفاد من إصابة البرتغالي بيرناردو سيلفا، فلعب أساسيا في مفاجأة من المدرب غواديولا، وبالرغم من المدة الزمنية التي بقي فيها رياض على أرضية الميدان إلا أن مستواه كان مشابها لمستوى فريقه ولم يتمكن رياض محرز على مدار 89 دقيقة لعبها من توجيه كرة واحدة نحو المرمى أو تقديم تمريرة واحدة سانحة لزملاءه ولا مراوغة لاعب واحد، ومازاد في تعقيد وضعية رفقاء محرز، تضييع نجمهم الأرجنتيني آغويرو لضربة جزاء في الدقيقة العاشرة من المباراة، فانهار مستوى الفريق وفي الشوط الثاني تلقى هدفا قد يعني تضييع غواديولا لأول أهدافه هذا الموسم وهو دوري الأبطال. رياض محرز الذي في رصيده هدف واحد في هذه المنافسة سجله أمام شاختار الأوكراني وفي رصيده في نفس المنافسة أربع تمريرات حاسمة، ضاعت منه فرصة من ذهب ليقول كلمته ويستعيد ثقة المدرب غواديولا، ومن الصعب أن يراهن عليه غواديولا في مباراة العودة التي ستلعب في 17 أفريل الحالي، لأن الفريق سيكون في حاجة إلى آلات تتحرك على مدار 90 دقيقة، وتكتم أنفاس الفريق اللندني، الذي يمتلك هو أيضا أسلحة قادرة على تسجيل هدف يمنحه بطاقة التأهل، وأكثر المتفائلين في نادي مانشستر سيتي سكنهم الشك، وهم خائفون من خروج فريقهم من هذا الدور من فريق إنجليزي، كما حدث الموسم الماضي في نفس الدور أمام فريق إنجليزي هو ليفربول. أما رفقاء براهيمي فقد صار تأهلهم للنصف النهائي من المهمات المستحيلة بعد أن تلقى مرمى كاسياس هدفين، ومرة أخرى لم يثق المدرب البرتغالي كونسيساو في براهيمي وتركه على مقاعد الاحتياط، وبعد نهاية الشوط الأول بهدفين لليفربول، حاول المدرب بعث روح جديدة بإدخال براهيمي في الدقيقة ال 62 في مكان البرازيلي تيكينهو، ولكن براهيمي وجد جدارا أحمر، أعجزه حتى عن ممارسة هوايته التي يتقنها وهي المراوغة فما بالك بالتهديف. كل الذين تابعوا المباراة قالوا بأن ليفربول أقوى من بورتو بكثير وهو مرشح ليس للتأهل على حسابه، وإنما للفوز عليه في عقر داره كما فعل الموسم الماضي عندما فاز عليه وبالثقيل ذهابا وإيابا، وقد تكون مباراة العودة التي قد يدخل فيها ياسين براهيمي، صاحب ال 29 ربيعا أساسيا، هي الأخيرة بالنسبة لبراهيمي في رابطة أبطال أوربا في هذه المنافسة القوية مع نادي بورتو، الذي حقق معه اللعب طوال المواسم التي قضاها في رابطة الأبطال أي على مدار خمسة مواسم، وبلغ في مناسبتين الربع النهائي، فخرج في المرة الأولى أمام بيارن ميونيخ وقد يخرج في الثانية من أقدام ليفربول، وفي حالة التأهل ستكون أحسن ذكرى لياسين براهيمي مع نادي بورتو وأقوى إنجاز في حياته.. قليلون هم اللاعبون الأفارقة الذين بلغوا هذا الدور ولعبوا فيه على بعد ساعات من قرعة كأس أمم إفريقيا، وتواجد إسمين جزائريين مع فريقين كبيرين في أوربا هو انتصار كبير للمنتخب الجزائري، الذي عليه أن يسافر إلى مصر، وهو على قناعة بأنه يمتلك تشكيلة ثرية ويمتلك لاعبين لهم من الخبرة ما يجب التعويل عليها، وهذه الخبرة من أعلى مستوى ولا يوجد أقوى في الوقت الحالي من منافسة رابطة أبطال أوربا.. سيكون رائع لو تمكن أحد اللاعبين ياسين براهيمي أو رياض محرز من بلوغ الدور النصف النهائي من رابطة أبطال أوربا الذي لم يصله سوى رابح ماجر، وسيكون أروع لو تأهلا سويا لهذا الدور، وفي كل الظروف فإن ما في أقدام براهيمي ومحرز من مباريات كاف، لأن يجعلهما في كامل قوتهما في كأس أمم إفريقيا في شهر جوان، حيث لم يستنزف كونسيساو ولا غواديولا طاقتهما، في مباريات ماراتونية ولم يهمشاهما أيضا. ب. ع