لا تتوقف الجريمة عند نقطة معينة أو طريقة واحدة، حين لا تلقى الرادع لها، وهذا ما نلاحظه اليوم في مجتمعنا، فقد ظهرت إلى الوجود العديد من الحيل الخبيثة، التي يستعملها المجرمون للإيقاع بالضحية، سواء في عمليات السرقة أم النصب والاحتيال، والاغتصاب الذي انتشر اليوم بشكل كبير في المجتمع، الذي طال الكثير من الفتيات اللائي كن ضحية الخدع الماكرة، كان من نتائجها فقدانهن شرفهن من طرف المحتالين والصعاليك. الشيء الذي استفز قلمنا للكتابة في هذا الموضوع، أن طرق الاحتيال اليوم، اختلفت وأوقعت الكثير من الناس في نتائج وخيمة، وصلت في بعض الأحيان إلى القتل جراء الاعتداء، الذي حصل معهم من طرف مجهولين في الطرقات خاصة، هذا ما لمسناه مثلا في الطريق السيار شرق غرب.. فالمستعمل لهذا الطريق، يلاحظ بعض السيارات مركونة على جانب الطريق، والسائق يطلب المساعدة من طرف مستعملي هذا الطريق، ينصب هذا الفخ خاصة في أوقات المساء، لأن الحركة في هذا الوقت تكون قليلة وتكون إمكانية نحاج النصب كبيرة، فحين يتوقف فاعل الخير هذا، ويتحدث مع السائق ينضم إليه أصدقاؤه الذين يختفون إلى جانب الطريق.. تحدث هذه الحوادث يوميا عبر هذا الطريق، غير أنه في الفترة الأخيرة تفطن مستعملو هذا الطريق إلى هذه الخطة، وزالت شيئا فشيئا هذه الظاهرة، وأصبحت تحدث في مناسبات متباعدة، بل وفي مناطق أخرى يستعمل الجنس اللطيف للإيقاع بالضحايا، حين توضع فتاة إلى جانب سيارة بها عطب في الظاهر.. لذا، يجد كثير من الرجال أنه ليس من الشهامة أن تترك المرأة في الطريق العام أو حتى الطرق الفرعية لوحدها، لكنه حين يتوقف عندها، يكون قد وقع في فخ كانت حسناء طعما له في هذا المكان، ويكون ثمن فعله للخير الاعتداء عليه وسرقة سيارته. البراءة للإيقاع بالفتيات تصلنا الكثير من النداءات والتحذيرات موجهة في الغالب إلى الفتيات، محتواها تجنب مساعدة طفل صغير تجده يبكي أمامها في مكان خال، يحمل معه ورقة مكتوبا عليها عنوان يريد الوصول إليه ويدعي أنه ضائع ويرجو مساعدته للعودة إلى البيت.. في الظاهر هو عمل خير وإنقاذ طفل بريء من الضياع أو الاختطاف، وهو فعل بطولي وإنساني لا مثيل له اليوم، لكن في باطنه وللأسف هو مجرد خطة يراد بها التعدي على شرف أول من تحمل هذا الطفل إلى العنوان المدون على الورقة.. قصص ليست من نسج الخيال، وقعت في الكثير من المناطق، مع فتيات أردن المساعدة، فوقعن في مخالب وحوش بشرية اعتدوا عليهن وتركوهن مرميات، ولاذوا بالفرار بعد هذه الفعلة المشينة، التي ذهبت ضحيتها فتاة مسكينة، لا ذنب لها غير أنها أرادت تقديم المساعدة وفعل الخير، كما يقال.. خدع، كانت بدايتها عمل خير، وانتهت إلى جريمة في حق الشرف. جرائم.. قضت على تقديم المساعدة وفعل الخير في مجتمعنا نتيجة لهذه الحوادث التي تتكرر في المجتمع يوميا، وحين أصبح فعل الخير بمثابة فخ للإيقاع بالضحايا، فقد قرر الكثير من الناس الابتعاد عن فعل الخير مهما كان نوعه، حتى ولو تعلق بالبراءة أو بالمرأة، فلا يلام كثير من الناس حين لا يقدمون المساعدة في الطرقات، سواء في حمل أشخاص غرباء أم تقديم المساعدة إلى مجهولين، وهم يستشهدون بالكثير من البطولات الرجولية التي انتهت إلى جرائم في حقهم أو حق أسرهم، وبذلك فقد كانت هذه الخطط الخبيثة سببا مباشرا في امتناع الناس عن تقديم يد المساعدة، ليس إلى الغرباء فحسب، بل حتى إلى أقرب الناس إليهم. هي من الطرق الحديثة التي يستعملها المجرمون، سواء في السرقة أم في الاغتصاب، في ظل تدني مستوى الحماية والعقاب في مجتمعنا.