علمت "الشروق اليومي" أن شخصيات جزائرية توصف بأنها من دعاة الإصلاح الديني ورموز التيار العلماني داخل الوطن وخارجه، تلقت في الأيام القليلة الماضية الدعوة للمشاركة في ملتقى تنظمه جماعة تسمي نفسها بالقرآنيين لحضور ندوة فكرية من المزمع أن تقام نهاية الشهر الجاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك"، قد نشرت بيانا لمجموعة القرآنيين أمس الأول، بقيادة أديب بركسل التركي الأصل، وعبد الله النعيم من السودان، والإيرانيين ميلودي معزي وأمينة ودود المسلمة التي قامت بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة الصلاة في الولاياتالمتحدة، يقولون فيها أنهم أرادوا دعوة عدة شخصيات من بلدان المغرب العربي لمناقشة موضوع الإسلام والتطرف هناك، ولمراجعة الآيات القرآنية التي يرون فيها تعديا على حقوق الإنسان أو تلك التي قالوا أنها تحدّ من حرية الفرد وخصوصا المرأة، وهي الهرطقات التي عمل على نشرها بعض المشبوهين من المرتبطين فكريا وماديا بجماعات غربية تهدف إلى الإساءة للدين، لكن سيكتفون في الملتقى الأول المزمع تنظيمه يومي 28 و29 مارس بالأسماء البارزة في انتظار توسيع المشاركة الى عدد أكبر مستقبلا.وقد حاولت الشروق الإطلاع على قائمة المدعوين من بلدان المغرب العربي وخصوصا منها الجزائر، لكن الجهات المنظمة تحفظت عن ذكر الأسماء على موقعها الالكتروني، مكتفية بالإشارة إلى أسماء معروفة بعدائها للدين في الولاياتالمتحدة وفي مقدمتها الدكتورة الأمريكية ذات الأصل الفلسطيني وفاء سلطان، والتي كان ظهورها عبر برنامج الاتجاه المعاكس وسبها للإسلام فضيحة كبيرة استدعت اعتذار "الجزيرة" ومعاقبة مضيفها فيصل القاسم، كما رجحت مصادرنا أن يكون مفتي مرسيليا صهيب بن الشيخ قد تلقى دعوة بالمشاركة خصوصا أن بعض آرائه ومقالاته منشورة في موقع جماعة القرآنيين الذين يسمون أنفسهم أيضا بالكفار المسلمين، ويقدم هناك على أنه أحد التنويريين البارزين، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع على أن بن الشيخ له ميول واضحة للتيار العلماني بالجزائر، كما يتقاسم في طروحاته مع زعيم الأرسيدي سعيد سعدي الذي كان قد زار الولاياتالمتحدة أيضا بدعوة من الخارجية هناك لتقديم محاضرات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجزائر. ويوجد من بين المشاركين أيضا الدكتور أحمد صبحي منصور، الموصوف بزعيم القرآنيين في مصر، والذي وصف المؤتمر بأنه يجمع "المسلمين الهراطقة"، أو "المسلمين الكفار"، وقال منصور، الذي كان يعمل أستاذا بجامعة الأزهر، إن المؤتمر سيناقش سبل إصلاح السنة والشريعة وحقوق المرأة، واستبعاد الأحاديث النبوية والقدسية المنتشرة في كتب السلف. وأضاف "القائمون على المؤتمر وجهوا الدعوات للعديد من الإصلاحيين الإسلاميين داخل عدد من الدول العربية، لكن حالت الظروف المادية دون ذلك". للإشارة، فإن سبب تسمية المؤتمر باسم "المسلمين الكفار أو الهراطقة" جاءت نسبة إلى الإصلاحيين في الكنيسة، وسيناقش الحدث كل قضايا المرأة في الإسلام، والقضايا الحقوقية المعني بها إصلاح المسلمين من داخل الإسلام، وكلها وجهات نظر ستخالف الفكر السني المتشدد، خاصة "الفكر الوهابي"،