وجد مئات تلاميذ المدارس الابتدائية بولاية البويرة أنفسهم منذ اليوم الأول للدخول المدرسي يزاحمون العمال والطلبة وحتى المتسوّلين واللاجئين الأفارقة لتناول الوجبات الغذائية بالمطاعم المتواجدة بعاصمة الولاية وهذا بسبب غياب المطاعم المدرسة. رغم أن الإطعام المدرسي يعتبر من بين أهم الوسائل المساعدة في تحسين ظروف التمدرس وسبب من أسباب القضاء على ظاهرة التسرب المدرسي للتلاميذ، إلا أن المسؤولين بالبويرة لم يعطوا أهمية كبيرة للظروف الكارثية التي يتمدرس فيها الآلاف من أبناء المنطقة، والدليل تتجدّد معاناة مئات التلاميذ المتمدرسين بأغلبية ابتدائيات مدينة البويرة كل سنة مع حلول الدخول الاجتماعي، حيث تفتقر جل الهياكل إلى عديد الضروريات التي يحتاجها التلميذ خلال مساره العلمي على غرار المطاعم المدرسية، ما أجبر التلاميذ على التنقل إلى بيوتهم لتناول وجبة الغذاء، لكن أغلبيتهم وجدوا أنفسهم يزاحمون عمال ورشات البناء وحتى المتشردين واللاجئين الأفارقة والطلبة بالمطاعم الشعبية لتناول أطباق العدس أو اللوبيا والسندوشات، وهذا ما رصدته الشروق خلال جولة استطلاعية بعديد المطاعم التي تعج بالتلاميذ الصغار وهم يزاحمون الوقت للظفر بوجبة عادية للعودة إلى المدرسة، فيما يضطر الكثير من التلاميذ إلى مقاطعة الدروس المسائية بسبب التعب وضيق الوقت لاستئناف الدراسة، أما بعضهم فيجبرون على التوجه مباشرة بعد خروجهم من المطعم إلى أقرب مستوصف بسبب إصابتهم بوعكات صحية جراء تناولهم غذاء فاسد، فقد تم تسجيل منذ بداية الدخول المدرسي إصابة عشرات إطارات الغد بالتسمم الغذائي جراء تناولهم المستمر لوجبات فاسدة خاصة البيتزا المسمومة والسندوتشات بالبيض والبطاطا المقلية التي لا تصلح للاستهلاك. روضات أطفال “تبزنس” بالوجبات المدرسية وفي وقت ما يزال مئات المتمدرسين يعانون نقصا في المتطلبات التي تساعدهم على مواصلة دروسهم في ظروف طبيعية خاصة بسبب غياب المطاعم المدرسية، استغل عديد مسؤولي روضات الأطفال المتواجدة بعاصمة الولاية الوضعية لفتح أبوابها لتلاميذ المدارس ومزاحمة الصغار، وهذا من أجل تناول الوجبات الغذائية وصفها كثيرون بالكارثية مقابل مبلغ 7000 دج شهريا لكل تلميذ مع ضمان مرافقته إلى غاية باب المدرسة. وقد اشتكى الكثير من تلاميذ المدارس الذين أجبرتهم الظروف على تناول وجبة الغداء بروضات الأطفال، من نوعية الوجبات الضعيفة التي تقدم لهم من حيث السعرات الحرارية، والتي لا تتعدى وجبات باردة، أغلبيتها تنحصر في العجائن وقطعة جبن يتيمة، كما اشتكى بعضهم من الوضع الكارثي لمكان حفظ الوجبات المقدمة لهم يوميا والذي يشبه إلى حد كبير مستودعا لحفظ السلع، إذ يشكل هذا الأخير خطرا على سلامة وصحة المستهلكين. أولياء التلاميذ يطالبون بتدخل الوالي من جهتهم اشتكى أولياء أطفال الروضات من تحوّل روضات مع بداية كل موسم دراسي إلى مطاعم مدرسية، ما جعلهم يطالبون الوالي بضرورة تنظيم زيارات مفاجئة إلى رياض الأطفال المتواجدة بعاصمة الولاية للكشف عن الغرائب والعجائب التي تحدث داخلها، وخاصة للوقوف على حجم التجاوزات التي ترتكب في حق البراءة بسبب الغياب الكلي للرقابة. فقد استنكر العديد منهم في اتصالهم بالشروق، إقدام مديرات رياض الأطفال المتواجدة بعاصمة الولاية منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي على فتح أبواب مؤسساتهن لتلاميذ المدارس للبقاء داخلها من الساعة 11 صباحا إلى غاية الساعة 13 زوالا لتناول وجبة الغذاء، وهذا لتحقيق ربح إضافي على حساب راحة البراءة، لأن بالنسبة لأغلبية المديرات فتح روضة الأطفال يعتبر مشروعا تجاريا مربحا وغير مكلف أكثر من أي شيء آخر، وهو ما سبّب متاعب كبيرة لأطفالهن الصغار الذين تعرض الكثير منهم إلى الضرب والجرح بسبب دخول غرباء إلى وسطهم الطبيعي. روضات أطفال تضرب تعليمات الوزارة عرض الحائط يحدث كل هذا رغم أن مديرية النشاط الاجتماعي كانت قد أصدرت خلال الموسم الدراسي الفارط تعليمة كتابية تخص منع دخول الأطفال دون الخامسة من العمر إلى رياض الأطفال المتواجدة بعاصمة الولاية، والتي تم تعليقها على الأبواب الرئيسية لرياض الأطفال التي سجلت فيها تلك التجاوزات، إلا أن بعض المديرات ضربن التعليمة عرض الحائط، وهو ما خلّف صدمة قوية في نفوس الأولياء الذين استنجد العديد منهم ب”الشروق” لإيصال مرة أخرى صرختهم لوالي الولاية لتنظيم زيارات مفاجئة إلى رياض الأطفال للوقوف على حجم التجاوزات التي تسجل يوميا بسبب انعدام الرقابة ومعاقبة الخارجات عن القانون.