نظمّت عائلات "الحراقة" المفقودين منذ فجر الأحد الماضي، والمنحدرين من مختلف أحياء مدينة قالمة، السبت، وقفة احتجاجية بساحة 19 مارس، قبالة مقر المجلس الشعبي الولائي بقالمة، لمناشدة رئيس الجمهورية ووزير الشؤون الخارجية وكذا وزير الداخلية بالتدخل العاجل، لمعرفة مصير أبنائهم الذين لم يظهر لهم أي أثر منذ نحو أسبوع كامل، بعدما أبحروا على متن قارب مجهز فجر الأحد الماضي من شاطئ الخليج الغريي بشطايبي بولاية عنابة باتجاه السواحل الإيطالية. وبحسب عائلات "الحراقة" الأربعة عشر المفقودين والمقيمين في أحياء مختلفة من مدينة قالمة، فإنهم لم يكن لهم علم بتفكير أبنائهم الشباب والذين تتراوح أعمارهم بين 17 سنة و27 سنة، في الهجرة، وأنهم تفاجؤوا عندما علموا بالخبر، وبكت والدة أحد الشبان بحرقة كبيرة، وهي تستجدي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتناشده التدخل من أجل معرفة مصير ابنها. وذكر والد "حراق" آخر بمرارة قصة مأساوية عن حياة ابنه، وقال إن ابنه الذي غادر المنزل فجر الأحد الماضي ترك رسالة تحت الوسادة يخبرهم فيها بسفره على متن القارب الذي لم يظهر له أثر منذ نحو أسبوع كامل. وتحولت قضية "الحراقة" المفقودين إلى حديث العام والخاص في ولاية قالمة، وانتشرت صوّر الشباب المفقودين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مما فتح المجال واسعا للتأويلات والإشاعات التي زادت من حرقة العائلات على فلذات أكبادها، في وقت كذبّت المعلومات التي وصلتها من بعض المغتربين الجزائريين في إيطاليا تواجد "الحراقة" في مراكز الحجز، ما يرجّح فرضية أنهم لازالوا عالقين في عرض البحر. العائلات التي أثنت على مجهودات الصيادين ببلدية شطيبي والذين تجندوا منذ صبيحة الخميس الماضي، بتسخير قواربهم للبحث عن قارب الحرقة المفقود، ناشدوا قوات البحرية الجزائرية تكثيف مجهوداتها للبحث عنهم في عرض المياه الإقليمية الجزائرية. وتتخوف العائلات من أن يكون مكروه قد حصل للحراقة الشباب في عرض البحر، في ظلّ رفض السلطات الإيطالية تأكيد أو نفي وصولهم إلى أراضيها، ما زاد من حالة الغموض السائدة بشأن مصيرهم. وقد لقيت وقفة أهالي "الحراقة" أمس، تضامنا واسعا من طرف المواطنين الذين أبدوا تعاطفهم معها في انتظار ما ستأتي به الساعات القادمة من أخبار. وكان قارب "الحراقة" الذي يضم 18 شابا من بينهم 14 شابا ينحدرون من ولاية قالمة، وأربعة آخرين من بلدية شطيبي بولاية عنابة، قد انطلق فجر الأحد الماضي من شاطئ شطيبي باتجاه السواحل الإيطالية قبل أن تنقطع أخباره نهائيا ما أدخل العائلات في حالة خوف على مصير أبنائهم.