"الحاجة أم الإختراع".. هذا المثل المعروف تبنته هبة جاد الله فياض ( 18 عامًا)، فصنعت لنفسها وممن عانى معاناتها نفسها، آلة تستدل بها الطريق، خاصة وأنها فقدت بصرها منذ صغرها. وتمكنت البنت الفلسطينية من تحويل معاناتها الى اكتشاف، بعد ان عانت في صغرها بفقدانها لعينها اليمنى وهي في الثانية من عمرها وفشل الاطباء في علاجها، لتكون بذلك أول فلسطينية في مثل عمرها في قطاع غزة تسجل براعة اختراع في فلسطين.وأوضحت هبة أن الفكرة الأساسية للجهاز التي كانت تراودها وهي في عمر الرابعة عشر من عمرها، تمحورت حول الكيفية، التي يمكن بها تصميم جهاز يرشد الكفيف إلى العوائق، التي تعترض سبيل تحركاته، ويصف له الأشياء من حوله، وهو مزود ببوصلة وهاتف خلوي، متصل بوحدة تغذية تكون في البيت وعداد أمتار، وعصا حساسة تعينه على السير في الطرقات.وأطلقت هبة، وهي من خان يونس بقطاع غزة، اسم "شروق" على اختراعها ليكون بمثابة شروق شيء جديد في حياة المكفوفين ليبصروا طريقهم، على حد قولها. و"شروق" عبارة عن حقيبة سياحية صغيرة، تلف خاصرة الكفيف وبداخلها جهاز صغير يصدر موجات فوق صوتية، من قطعة إلكترونية صغيرة تسمى "آلترا سونيك ترانس ميتر"، بحيث تقوم هذه القطعة بإرسال موجات فوق صوتية بشكل منتشر، وحين اصطدامها بأي جسم أو عائق، ترتد وتنعكس وتستقبلها قطعة إلكترونية أخرى "آلترا سونيك ريسيفر".وأوضحت الطالبة هبة أن قطعة "الألترا سونيك ريسيفر" تعالج الموجات المرتدة، وتحولها إلى إشارة كهربائية ضعيفة، تمر عبر دائرة تكبير ثم على دائرة تحكم، تعمل على توصيل الإشارة الكهربائية المكبرة بجهاز التنبيه، الذي يصدر صوتًا ينبه الكفيف للابتعاد عن العائق وأخذ الحذر منه.جدير بالذكر أن الجهاز مزود بسماعة أذن، بإمكان الكفيف تركيبها إذا كان لا يرغب أن يسمع غيره صوت التنبيه، إضافة إلى أن التحكم ببعد المسافة التي يريد الكفيف أن ينبهه الجهاز بشأنها متروكة له ليحددها، علمًا بأن أقصى مسافة للتنبيه هي ثلاثة أمتار.