أنهى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رسميا، عهد أحزاب السلطة او ما يعرف بأحزاب الموالاة، التي طالما ارتبط اسمها بالنظام السابق، فتأكيده على أنه رئيس لكل الجزائريين، ولا ينتمي لأي تشكيلة سياسية، قد وضع بذلك الأطياف الحزبية في البلاد على مسافة واحدة، ووقع ضمنيا على شهادة "وفاة" أحزاب التحالف الرئاسي. يرى المحلل السياسي والخبير الدستوري، عمار رخيلة، أن إعلان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عدم انتمائه لأي تشكيلة سياسية في البلاد، قد أنهى مرحلة التجاذبات السياسية، واستغلال رئاسة الجمهورية لأغراض سياسوية معروفة، ميزت الساحة الوطنية لعقود، والدليل أن ما يعرف بأحزاب السلطة ظهرت على حقيقتها، لما كان النظام السابق في عنق الزجاجة، فسارعت لتتبرأ منه، واصفا تصريحات الرئيس ب"المسؤولة" التي وضعت الجميع على مسافة واحدة، دون استغلال لأي غطاء سياسي، مشيرا في تصريح ل"الشروق" أن الجزائر عانت لسنوات من مفهوم أحزاب السلطة، التي لم تتوان في ارتكاب جرائم اقتصادية من نهب للمال العام، وصولا لخيانة الأمانة، فالوقت يضيف – محدثنا – حان لإنهاء هذه المرحلة، فلا يوجد حزب لديه الأفضلية عن تشكيلة سياسية أخرى. وأشار عامر رخيلة بأن رفض رئيس الجمهورية الانتماء لأي حزب سياسي ظهر بوضوح خلال حملته الانتخابية، أين رفض الترشح باسم حزب جبهة التحرير الوطني، وفضل أن يتقدم للرئاسيات كمرشح حر، وبخصوص تشجيعه للعمل الجمعوي والمجتمع المدني، يرى المحلل السياسي أنها خطوة إيجابية نحو تؤسس لبناء الديمقراطية، فالعمل الجمعوي في الجزائر لايزال متأخرا مقارنة بدول أخرى، لذلك نحن نضم صوتنا لصوت الرئيس – يضيف المتحدث – لتشجيع دور المجتمع المدني في المرحلة المقبلة، مصرحا "لابد من تصفية الساحة الجمعوية في البلاد من الطفيليات، لما لها من دور مهم في إسماع صوت الشعب"، محذرا في نفس الوقت من الاستغلال السياسي لها، أو أن تتحول إلى بيادق في يد الأحزاب السياسية. ومعلوم أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد أعلن رفضه الانتماء لأي حزب سياسي، مشيرا إلى أنه رئيس كل الجزائريين، وقال الرئيس تبون في مقابلة صحفية مع وسائل الإعلام الوطنية "رفضت الترشح باسم أي حزب سياسي، لأنني رئيس لكل الجزائريين، والمجتمع المدني هو الأساس.. تأسيس حزب معناه الدخول في لعبة تقليدية، وفي الدول المتقدمة لا يوجد حزب وحزب، بل مجموعة أحزاب تنتمي إلى اليمين أو اليسار، ونحن الآن خرجنا من الانتخابات، وأولويتنا عملية البناء التي تمس كل المواطنين، وأشجع الحركة الجمعوية".