انطلقت مشاورات على أعلى المستويات لاختيار شخصية قريبة من مواصفات المرحوم عبد الرزاق بوحارة عضو اللجنة المركزية الذي وافته المنية، لقيادة المرحلة الانتقالية للحزب العتيد، وسط تعالي أصوات من الطرفين تنادي بضرورة لم الشمل وتجاوز الأنانيات. وأفادت مصادر مطلعة في الأفلان أن وفدا كان يضم شخصيات معروفة بالحزب ويقوده وزير النقل عمار تو، كان يستعد لمقابلة المرجوم عبد الرزاق بوحارة لإبلاغه بأنه الشخصية التي تم الاتفاق عليها لتسيير المرحلة الانتقالية للحزب، غير أن القدر كان الأسبق، حيث أبلغوا بتحويل المرحوم إلى المستشفى بعد تعرضه لمضاعفات صحية، وتؤكد نفس المصادر بأن المشاورات التي بدأت بين الجناحين المتصارعين تتم بالتنسيق مع الرئيس الشرفي للحزب الذي تمسك بعدم التدخل في الأزمة التي يعيشها الأفلان، تاركا القرار الأخير للصندوق. ولمح عضو اللجنة المركزية ومنسق الحركة التقويمية عبد الكريم عبادة في تصريح للشروق، الذي تأسف لرحيل بوحارة في هذا الظرف الحساس الذي يمر به الحزب العتيد، إلى انطلاق مشاورات للاهتداء إلى رجل يحمل مواصفات المرحوم عبد الرزاق بوحارة، وباستطاعته أن يحقق الإجماع بغرض تجاوز حالة الفراغ الذي سببه سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، موضحا بأن الأفلان لديه إطارات داخل اللجنة المركزية، وأن المشاورات والمساعي التي بدأت سترمي إلى لم الشمل وتجاوز الأزمة استعدادا لمواعيد قادمة جد حاسمة، رافضا أن يبقى الحزب العتيد يدور في حلقة مفرغة، داعيا الجميع لتجاوز الأنانية والعمل على لم الشمل. وأعلن من جهته عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف عن اجتماع هذه الهيئة السبت المقبل لدراسة وضعية الحزب، نافيا انطلاق أي مشاورات للبحث عن خليفة للمرحوم بوحارة، قائلا: "نحن مع انعقاد الدورة السادسة للجنة المركزية، انتهجنا أسلوبا ديمقراطيا وشفافا، والتزمنا بتطبيق القانون الأساسي الذي يتيح الوصول إلى المسؤولية عن طريق الصندوق"، مصرا على أن رجل الإجماع يجب أن تفرزه الانتخابات، وأن الإجماع ينبغي أن يجسد عن طريق الصندوق، قائلا بأنه حان الوقت لفسح المجال أمام الشباب لتولي مناصب المسؤولية بالأفلان، "لأن المنطق لا يقبل تهميش 80 في المائة من أعضاء اللجنة المركزية الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما"، موضحا أنه في اللجنة المركزية المنعقدة سنة 2010، تم إحصاء 32 شخصية تاريخية الذين يتجاوز سنهم 65 عاما، وهي الفئة التي يطلق عليها تسمية الجيل الأول، وهم الأعضاء الذين عادة ما يتكلمون عبر وسائل الإعلام، مما أعطى الانطباع بأن جل أعضاء اللجنة المركزية من المتقدمين في السن. ويتفق مع هذا الرأي عيسي قاسا المكلف بالإعلام بالحزب، الذي رفض الحديث عن شخصية بديلة لتسيير مرحلة الأزمة، بحجة أن الصندوق هو الذي سيفرز رجل الإجماع، قائلا: "لن يكون هناك أمين عام مؤقت، لأن القيادة المؤقتة الوحيدة هي المكتب السياسي، الذي سيجتمع قريبا بعد أن يتحقق النصاب القانوني لتناول وضعية الأفلان".