سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباسي أجهض المشروع الاسلامي بإعلان العصيان والسلطة لم تحسن التعامل مع بن حاج الشيخ عز الدين جرافة يواصل شهادته ل الشروق في الحلقة الرابعة
يُحمل عز الدين جرافة المسؤولية لعباسي مدني عقب الانشقاق عن قرارات الرابطة وبذلك الزج بالمشروع الإسلامي في متاهات دامت سنوات، ويتطرق جرافة، في الحلقة الخامسة من حواره ل "الشروق"، لاستغلال "الفيس" الظرف وعدم التريث في إعلان الحزب، كما دافع عن علي بن حاج وقال بأن السلطة ظلمته. رغم مخاوفكم بشأن تأسيس الفيس، غير أنكم شاركتم في الجلسة التأسيسية الأولى، فما هو دافعكم؟ لبينا الدعوة التي تلقيناها من طرف الشيخ الهاشمي سحنوني، وفرض علينا فقط إبلاغ الحاضرين برأينا وببعض المساعي المبذولة مع الأطراف الأخرى، وفعلا مر عليّ الشيخ جاب الله وسافرنا إلى العاصمة قبل موعد اللقاء بحوالي خمسة أيام، لكن تلك الجلسة كان يغلب فيها الحضور السلفي بالشكل الملفت للنظر، فيما لم نجد حضورا لا لجماعة الإخوان بقيادة الشيخ محفوظ ولا لجماعة الجزأرة، حيث تأخر الشيخ محمد السعيد عن افتتاح الجلسة. من كان حاضرا في الجلسة؟ وجدنا مجموعة من الشخصيات من بينهم، عباسي مدني، علي بن حاج، الهاشمي سحنوني، علي جدي، عبد القادر بوخمخم، كمال قمازي، عبد الباقي صحراوي، ومجموعة من الأئمة والسلفيين، العدد كان يقارب الأربعين. ولما انطلقت الجلسة قدم جاب الله الطرح بضرورة التريث وعدم التسرع في الإعلان عن هذا الحزب الإسلامي الجديد، لأن هناك لقاء يتم التحضير له رفقة الشيخ سحنون، يكون أشمل وتحضره مختلف الأطراف، لكن طلب جاب الله لم يلق أي تجاوب، واسترسل المتدخلون في كلمتهم التي كانت تسير في اتجاه ضرورة الإعلان وبسرعة. ماذا حصل فيما بعد؟ انصرفت برفقة جاب الله وعلي بن غوية، ولم نكن ندري ماذا نعمل ولا كيف نتصرف لأنه لم يكن لدينا موقف ولا تكليف من الجماعة لمثل هذا الوضع، وقد شعرنا حينها بخوف أشد مما كان، ونحن متيقنون أن الإعلان عن الحزب سيتم وأن عباسي مدني سيكون رئيسها. وماذا عن رسالة محمد السعيد؟ بعد خروجنا بقليل، وصل الشيخ محمد السعيد ومعه رسالة من الشيخ أحمد سحنون، محتواها التريث وعدم التسرع، وهي النقطة التي أفاضت الكأس، حيث قام جمع كبير من الحاضرين بالتكبير، وقالوا للشيخ محمد السعيد "نحن سنعلن اليوم عن جماعتنا رضي من رضي ورفض من رفض"، كانت الجلسة بتاريخ 18 فيفري 1989. وعندها أعلن الحزب، وفي نهاية الجلسة سميت الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وجماعة الإخوان؟ لم يحضروا في تلك الجلسة. كيف التحق بوخمخم وعلي جدي بالفيس؟ بالنسبة للشيخين علي جدي وعبد القادر بوخمخم فقد كانت عضويتهما في مؤسسات الحركة مجمدة قبل أحداث أكتوبر 1988، بطلب منهم، لعدة أسباب أهمها: قناعتهما بأن العمل السري، قد أصبحت مخاطره أكثر من منافعه، فلما جاءت فكرة تأسيس حزب إسلامي أو جبهة إسلامية ظنا أو اعتقدا أن هذا قد يكون أنسب لهما، وهذا كلام قد صرح لي به الشيخ علي جدي حينها وحتى الشيخ بوخمخم، وقد تمنيا بقاء الجماعة ضمن هذا المشروع الجديد. وكيف التحقت جماعة الشرق بالفيس؟ وهل هو بسبب "دكتاتورية" جاب الله؟ لا علاقة لذلك بدكتاتورية جاب الله، فقد بدأت الانخراطات في الجبهة بعد جلسة التأسيس التي حضرها جدي وبوخمخم، وكل من عبد القادر حشاني، فالغالبية التحقت بحجة حماية المشروع الإسلامي، من خلال إنقاذ الفيس من السقوط، أو الانحراف أو الاختراق أو تحريف وجهته. وفي لقائه ببيت الشيخ حسين مشومة رحمه الله بباتنة، أصدر المكتب الوطني قرارا بضرورة إرسال مجموعة من الإطارات كأفراد وأغلبهم أصبحوا أعضاء مجلس الشورى الوطني للفيس، نذكر منهم: حواس أعراب من باتنة، رابح كبير من القل، محفوظ بوشحلاتة ومدني مزراق واليزيد لحول من جيجل، حسين قلالة واليمين اللك من بسكرة، الأخ يوسف من الركنية ڤالمة، محمد يلث والشيخ علي مراذ من سوق أهراس. هل استغلت جبهة الإنقاذ الظرف للبروز كممثل للتيار الإسلامي؟ الظاهر هو أنه هناك محاولة لاستغلال الوضع السياسي العام للبلد، والوضع العام للتيار الإسلامي والوضع العام للصحوة، وليس عيبا الاستفادة من الأوضاع، لكن ما أعيب على هؤلاء، هو الإقدام على أمر كهذا دون استشارة ولا توافق مع بقية الشركاء في التيار، من الجماعات التي كان لها تاريخ ونضال مشهود بغض النظر عن الأخطاء وحتى الانحرافات عند البعض. هل قمت بالتنسيق مع بقية الجماعات؟ قمت بمحاولات عديدة ثنائية ومتعددة، بين الجماعة وتنظيم الجزأرة بين الجماعة والإخوان التنظيميين، منذ خروج الشيخ محفوظ من السجن، ولم ترق إلى إعداد برنامج فعلي يجسد على أرض الميدان.. إلى غاية إنشاء الرابطة ثم استمر بعدها إلى غاية تأسيس النهضة وحركة المجتمع الإسلامي، كأحزاب سياسية. ومثل الإخوان الشيخ بوسليماني وسعيد مرسي وبوجمعة عياد، بالإضافة إلى الشيخ محفوظ، ومن جانبنا حسين مشومة، عز الدين جرافة، إضافة إلى الشيخ جاب الله، واستمرت محاولات التنسيق بعد توقيف المسار الانتخابي، وقد توج أو كاد بإعداد مشروع لتحالف وطني إسلامي بين الجماعتين ومجموعة من الشخصيات الوطنية ذات التوجه الإسلامي أو المحافظ. من كان يمثل الجزأرة ( البناء الحضاري) وكيف كانت العلاقة معهم؟ كان يرأسها الدكتور التيجاني بوجلخة، ومعه الدكتور لحبيب هدام ومصطفى براهمي إضافة إلى مجموعة من القيادات، ولم تكن العلاقة مع الجزأرة علاقة تناحر لكن لم نصل لأي ورقة عمل، ففي بداية الأمر يقولون علينا بأننا من الإخوان ومرتبطون بالخارج، واستمر إلى غاية ظهور الصراع مع ممثل الإخوان في الجزائر الشيخ محفوظ رحمه الله، وقال بأن الجماعة الإسلامية (الشرق) لا تمثل الإخوان المسلمين لأنها غير مبايعة للتنظيم الدولي للإخوان. أما مرحلة ما بعد 1985، فقد أصبح يمثل هذه الجماعة محمد السعيد رفقة لحبيب هدام، ومصطفى براهمي، وهما العنصران اللذان كان يحضران في كل عمليات التنسيق والتحضير لتأسيس رابطة الدعوة الإسلامية التي سنعود إليها لاحقا. وهم مجموعة طلابية بالعاصمة، بدايتهم كانت بفتح مسجد بالعاصمة في الجامعة المركزية في أكتوبر 1969، بإشارة من المفكر مالك بن نبي رحمه الله، وكانت ذات الخطوة بداية شرارة الصراع مع الشيوعيين، وكذا إصدار أول مجلة إسلامية بالفرنسية، ومن أبرز الناشطين في ذات الجماعة الدكتور بن شيكو، وكنا لا نعرف عنهم الكثير غير أن عطاءهم كان مميزا. ألم يكن هناك وجود للتيار السلفي حينها؟ كان موجودا، لكن لا يمكن وصفه كجماعة لأنهم لا يؤمنون بالتنظيم، ونشاطه كان واضحا بالعاصمة وبعض المدن مثل سطيف فقد كان بارزا ومتميزا بوجود شخصية سلفية يسمى سرار. يقال أن عباسي مدني كان سلفيا؟ أبدا، وأبرز الوجوه في العاصمة علي بن حاج، وهو الشاب الذي كان يقضي معظم وقته في مكتبة الجامعة للدراسة والبحث فكان خطيبا مفوها وذا سمعة طيبة جدا وكلامه مؤثر للغاية خاصة في صفوف الشباب، كما كان زاهدا، زهده ظاهر، ويبدو أنه لم تكن لديه مطامع شخصية ومنهم الشيخ بن عزوز زبدة الذي كان طرحه سلفيا، غير أنه في حقيقة الأمر متسيس أو عنده قابلية للتسيس، ومنهم أيضا الشيخ الهاشمي سحنوني، الذي كان له دور في الصحوة الإسلامية في تلك الفترة، حيث كان يتنقل في تلك الفترة في دروس وندوات وحتى جلسات ليلية في بعض بيوت الإخوان، ومهما كان من الأمر فقد كان لنشاطهم دور لا يمكن تجاهله أو تجاوزه من أي منصف أو عادل، غير أن قناعاتهم تلك وتركيزهم في الدروس والخطب على جزء من الإسلام دون غيره، جعل علاقتهم ببقية التنظيمات وخاصة جماعة الجزأرة علاقة تصادمية أكثر منها تكاملية، وكذلك الأمر بالنسبة للإخوان التنظيمين برئاسة الشيخ محفوظ. على القضاء أن يكون مستقلا ونزيها ولا ينتظر الإملاءات أما العلاقة مع رموز التيار السلفي، وفي مقدمتهم علي بن حاج والشيخ سحنوني فقد تجسدت مع بداية عام 1987، حيث كانت لقاءات متعددة مع الشيخ علي بن حاج، بعضها حضرتها شخصيا رفقة الشيخ جاب الله وعبد المجيد مصباحي من تبسة، تناولنا فيها الحديث عن مختلف الجوانب الدعوية والفكرية والسياسية، وقد صرح علي بن حاج بعد تلك اللقاءات بأنه حقيقة يفتقد إلى بعض تلك الأفكار ذات البعد السياسي والتنظيمي، وأنه مستعد لاستكمال ذلك النقص عبر نظام الجماعة الإسلامية، من خلال حلقات تكوينية تربوية. كيف تفسرون انقلاب بن حاج من سلفي غير مسيس إلى سياسي شرس؟ كما عرفت الشيخ علي بن حاج لم يكن هناك انقلاب ولا تحول، لأنه لم يكن من الرافضين للسياسة بمفهومها الواسع، كان معارضا وكان يريد أن يحكم الإسلام في الجزائر، لم تكن لديه تفاصيل حول كيفية الوصول إلى ذلك، وقد لعبت الأحداث دورا هاما في تحول وبلورة هذا الأخير، بطريقة معينة لديه. لم تقنعني الإجابة؟ بن حاج لم يكن سلفيا كسلفية غيره، فلم يكن مرتبطا بأي منهج سلفي آخر لا في الداخل ولا في الخارج، ولم يكن ينتظر الأوامر من أي عالم ولا الفتوى من أي عالم، بل كان يريد أن يعيش قناعاته على مستواه، وأعتقد أنه لا يزال كذلك. هل تعتقدون أن بن حاج ظُلم؟ ليس هناك أي شك أن بن حاج قد ظلم من طرف الأقربين والأبعدين، وخاصة من طرف السلطة التي لم تعرف كيف تتعامل مع وضعه الخاص، وهذا لا يعني أنني متفق معه لا في الفكر ولا في الطريقة ولا في الأسلوب الدعوي الذي ينتهجه، غير أنه كان ينبغي أن تعطى له الحرية الكاملة في إبداء رأيه والتعبير عنه مادام في الإطار السلمي، بعيدا عن لغة السلاح، حقيقة أن المحنة وإفرازاتها قد أثرت على هذا الرجل لأنه بشر. لكنه استعمل لغة العنف بخروجه بلباس عسكري ودعوته لتجنيد الشباب؟ الدعوة إلى إعطائه الحرية في التعبير عن رأيه لا يعني السماح بمخالفة القوانين أو القيام بممارسات قد تؤثر على الأمن العام بشكل أو بآخر، لأني أتحدث عن أسلوب التعامل معه. مع ذلك يبقى طرفا أساسيا في الأزمة.. يجب أن يكون كلامي واضحا، أنا لم أبرر ولن أبرر ولم أحمل ولن أحمل لأي شخص أو طرف قبل إقامة الحجة والدليل وهذه ليست مهمتي، أنا أتحدث عما كان يجب أن يكون، وهو أصل ثابت لا يتغير ويتمثل في ضرورة إعطاء الحرية، لكل الناس الحق في التعبير عن أرائهم طالما يبقى هذا التعبير سلميا، والرد عليه يجب أن يكون سلميا وبالحجة المضادة، أما ما يقوم به اليوم، بعد المأساة فالكثير منه هو ردود أفعال ونتائج وإفرازات للمحنة غير المبررة التي تعرض إليها رفقة مجموعة من إخوانه، فالتطرف ليس أصلا في الإنسان وليس أصلا في هذا الرجل بالذات لكنه نتيجة وإفرازات لأساليب خاطئة وممارسات غير عادلة وغير منصفة ضده، ولا علاج لهذه المشكلة إلا عن طريق الفكر كما علمتنا التجربة وأكد الواقع. إذا تعود وتقول أن سجن بن حاج كان ظلما؟ أنا لم أتكلم عن طبيعة سجنه ومن إن كانت بعدالة أو بظلم، لكنني أقول أن القضاء ينبغي أن يكون مستقلا ونزيها وعادلا، سواء ضد هذا الرجل أو غيره، وأن لا ينتظر الإملاءات من أية جهة خارجة عن سلك القضاء. في أي جماعة كان عباسي مدني؟ هو لم يكن في أية جماعة من الجماعات الثلاث ولا حتى السلفيين، بل أن ماضيه السياسي كان مع جبهة التحرير الوطني وإلى غاية السبعينات، من القرن الماضي، ثم ذهب إلى بريطانيا في إطار منحة وعاد منها يحمل معه شهادة الدكتوراه، وأظن أنه عاد في بداية الثمانينات، وحينها وجد الصحوة الإسلامية في الجزائر في أوجها، لكنه وجد أيضا أن النشاط الإسلامي في الجامعات، قد أصبح مؤطرا بصفة شبه كلية في كل جامعة من طرف إحدى الجماعات الثلاثة (الجزأرة، أو جماعة الشرق أو جماعة الإخوان للشيخ نحناح)، أما المساجد في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة، فكان بعضها مؤطرا من طرف بعض رموز السلفية وبعضها الآخر من طرف تلك الجماعات المشار إليها. ما هو سر خلاف الجزأرة مع تنظيم الإخوان؟ العلاقات بين الجزأرة وتنظيم الإخوان متوترة، وتكاد تكون مقطوعة خارج الرسميات واستمر هذا الوضع على حاله إلى غاية بداية التنسيق على مستوى رابطة الدعوة الإسلامية. ما هو رد فعل الشيخ أحمد سحنون بعد إعلان تأسيس "الفيس"؟ لقد ازدادت تلك المخاوف التي كانت على شكل هواجس والتي أشرنا إليها سابقا، وبرزت الحاجة من جديد وبإلحاح أكبر إلى ضرورة العمل من أجل تدارك ما يمكن تداركه، وذلك عبر السعي المبصر لتوحيد المواقف وتقريب الرؤى، وإزالة الحواجز أمام تجسيد إحكامه وأخلاقه على أرض الواقع، وقد تكونت بصفة فعلية لجنة تحضيرية بمباركة الشيخ أحمد سحنون، وموافقة رؤساء الجماعات الدعوية، وبعد سلسلة اللقاءات والمشاورات بين أعضاء تلك اللجنة التحضيرية تم الاتفاق على إنشاء رابطة الدعوة الإسلامية التي ضمت مختلف مكونات التيار الإسلامي في الجزائر، بمن فيهم العلماء والدعاة والمستقلون، إضافة إلى الجماعات. وقد عقد فعلا لقاء رسميا لهذا الغرض، ضم رؤساء الجماعات الثلاثة، إضافة إلى بعض الدعاة المستقلين، وتحت إشراف الشيخ سحنون الذي استضافنا في بيته، وكان ذلك في 23 فيفري 1989، حيث أعطيت الإشارة للبدء في تحضير أهداف الرابطة وقانونها الأساسي وطرق عملها وطاقمها الإداري، وبعد جلسات متعددة تواصلت لياليها بنهارها أحيانا، تم الاتفاق على 15 هدفا، تضمنها البيان الأول المؤرخ في 23 رجب 1409 هجري الموافق ل1 مارس 1989. ماذا جاء فيه؟ الأهداف الخمسة عشر لرابطة الدعوة الإسلامية وهي: العمل على التمكين للإسلام ونظامه، تقريب الرؤى وتوحيد جهود التيارات، تحقيق مبدأ الاجتهاد الجماعي في النوازل، توحيد الفتوى، الحفاظ على وحدة الأمة ومقوماتها، إصلاح الاعتقاد وتهذيب الأخلاق وتصحيح العبادات، الاهتمام بقضايا الأمة والسعي لحلها، الخروج من التخلف والتبعية، تذكير الشعب الجزائري المسلم برسالته وتعميق اقتناعه بالحل الإسلامي، صياغة مشروع إسلامي حضاري متكامل، ترسيم وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كشف مخططات التآمر على الأمة ودينها والتصدي لحملات التغريب والتنصير والأفكار العلمانية، ترشيد العمل السياسي وحمايته من الانحراف، ترشيد السياسة وفق مقاصد الشريعة، مناصرة القضايا العادلة في العالم، وبذل الوسع لاسترجاع فلسطين المسلمة، والتعاون مع الجمعيات فيما لا يتعارض مع أهداف الرابطة. من خلال هذه الأهداف يبدو كأن الرابطة جاءت لتصحيح مسار الفيس؟ لا، هي أبعد من ذلك فقد جاءت لتدارك النقص الموجود على مستوى الساحة ولحماية المشروع الإسلامي من الانحراف، عبر ترشيد العمل السياسي وترشيد السياسة بصفة عامة، وفق مقاصد الشريعة الإسلامية، وصياغة مشروع حضاري إسلامي متكامل. ماهي أبرز الأعمال والنشاطات التي قامت بها الرابطة بعد التأسيس؟ أذكر إنجازين هامين: توحيد الفتوى الدينية بالنسبة لعموم الشعب الجزائري لأبناء الصحوة بالخصوص، بإصدار بيانات حول القضايا الدينية، والثاني تعلق بالرد على دعاة التغريب والعلمنة، ممن استغلوا أوضاع الجزائري الصعبة للمطالبة بتعديل قانون الأسرة المستمد من أحكام الشريعة في عمومه، وأهم أنجاز يتعلق بتنظيم مسيرة نسوية. كيف استطاعات الرابطة أن تجند قرابة مليون امرأة في المسيرة المليونية؟ هذا يدل على أن الرابطة كانت في تلك الفترة تمثل ضمير الأمة وعنوان الصحوة الإسلامية ومرجعية العمل الإسلامي بصفة عامة، وقد كانت تضم كما أشرنا سابقا مختلف الجماعات الدعوية، عبر تنظيم مسيرة نسوية شارك فيها ما يزيد عن مليون امرأة، حيث كانت تقديرات المنظمين مليون و200 امرأة، فيما ذهبت تقديرات الشرطة إلى 850 ألف وتباينت تقديرات الصحف، وانتهت بتجمع حاشد أمام مقر المجلس الشعبي الوطني، وتسليم عريضة احتجاجية ومطلبية لرئيس البرلمان آنذاك. ما هو أهم مضمون العريضة؟ المطالبة بتطبيق المادة الثانية والسادسة من الدستور الجزائري. .. يتبع
adjadj42@yahoo.fr
تصويب ورد في جريدة الشروق بالتحديد قسم الحوار مع الشيخ عز الدين جرافة الصادر بتاريخ 13 فيفري 2013 ردا عن السؤال حول الأعضاء المؤسسين اسم الأستاذ عبد الحميد رميتة مع ذكر وفاته مؤخرا والأصح أن الأستاذ عبد الحميد لازال حيا يرزق نسأل الله له دوام الصحة والعافية وطول العمر وتتقدم الجريدة بالاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود.