أخذت الكارثة الطبيعية التي أصابت اليونان منحى سياسيا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في السادس عشر من الشهر القادم ، حيث توجه انتقادات لاذعة إلى طريقة معالجة الحكومة للازمة، وهو ما يجعل موقع رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس على المحك.. وقد شهدت العاصمة أثينا مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة دعا فيها المتظاهرون الذين يقولون بأنهم "مواطنون عاديون" لا ينتمون إلى أي حزب سياسي إلى التجمع من خلال الرسائل القصيرة على الهواتف الخليوية والرسائل الالكترونية. ووجهوا سؤالا إلى السلطات اليونانية "لماذا تركتم اليونان تحت الرماد". وقد انضم إلى المتظاهرين أنصار من المعارضة اليسارية وخصوصا حزب باسوك (الاشتراكي) الذي ضاعف زعيمه جورج باباندريو انتقاداته للحكومة التي يتهمها بالتقصير و"إذلال" البلاد بسبب عدم استعدادها لمواجهة مثل هذه الحرائق. وتسببت الحرائق التي تجتاح منذ ستة أيام منطقة " بيلوبونيسوس وجزيرة ايفيا " في مقتل 63 شخصا بحسب حصيلة رسمية غير نهائية ... ولإنقاذ منصبه مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، ضاعف رئيس الوزراء من تصريحاته التلفزيونية ومن الوعود بدفع تعويضات وبوادر التهدئة ودعا مواطنيه ليبقوا "موحدين" في هذه "المأساة الوطنية". ويشارك في التصدي لألسنة اللهب أكثر من 800 إطفائي و800 جندي يوناني، معززين بعشرات الاطفائيين والطائرات والمروحيات الذين اتوا من الخارج.