انتشرت في الآونة الأخيرة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الشهير "الفايسبوك"، صور ملتقطة لأوراق امتحانات ومسودّات لتلاميذ من مختلف المستويات والأطوار التعليمية تحمل إجابات غريبة ومضحكة في آن واحد، وقد خرجت غالبية الإجابات المنشورة على المألوف وعن نص السؤال لتتحول بذلك إلى نكت يتداولها مرتادو الموقع. وإذا كان الطلبة في السابق يتفننون في رسم الورود ورموز أنديتهم الرياضية المفضلة أو يكتبون كلمات أغاني ورسائل اعتذار مطوّلة لأساتذتهم، فقد وجدوا الآن في نشر إجاباتهم ومسوداتهم التي تؤرخ لإخفاقاتهم خلال مسارهم التعليمي على "فايسبوك" متعة لا تضاهيها متعة، وبالإمكان استشعارها من خلال تعليقات صاحب الصفحة وأصدقائه. تعرف فترة الامتحانات الرسمية والنهائية ازدحاما شديدا على صفحات "فايسبوك"، حيث يفضل كل تلميذ كتابة تطلعاته، وتوقعاته وأمنياته. وهناك طلبة آخرون يتباهون بنشر مسودّاتهم بكل ما تحمله من أخطاء على صفحاتهم الخاصة. غير أن الغريب هو ما تحمله هذه المسودّات من إجابات ورسوم، زمنها مسودّة تلميذ اجتاز امتحان البكالوريا الأسبوع الماضي، فنظرا لصعوبة أسئلة الرياضيات وعدم تمكنه من فهمها، بقي يرسم صورة الرئيس الألماني النازي "أدولف هتلر" بحركة يده الشهيرة ثم كتب إلى جانبه عبارة: "لا أستطيع أن أحتل شعبا.. الناس تجوّز في الامتحانات وهو يرسم فيّا"، زيادة على تعليقه حول وضعيته كاتبا أن هذا الشخص يجتاز الامتحان على "الزهر"، وقد حصلت الصورة على أكثر من 100 إعجاب، ومن خلال التعليقات بدا أن أصدقاءه معجبون بالفكرة. ولم تقتصر العدوى على تلاميذ البكالوريا بل إن أحد تلاميذ السنة الخامسة كتب عبارة "لا أستطيع احتلال شعب يجوّز السيزيام في السنة الخامسة" على ورقة مسودّته. ويستمر مسلسل الإجابات الغريبة ليزداد مع انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط والذي تزامن مع مباراة الفريق الوطني مع نظيره البنيني، فقد استعرض شعب الجمهورية الافتراضية "فايسبوك" توقعاتهم الأولية المدوَّنة فوق مسودات إجاباتهم. وعلى غرار الامتحانات الرسمية والمصيرية يجد "الفايسبوكيون" متعة أيضا في نشر إجاباتهم الغريبة بعد أن تعاد لهم الأوراق خلال التصحيح، حيث أثارت إحدى الإجابات في مادة الشريعة استغراب الجميع لكونه قدّم "فتوى" غير لائقة عن الزواج، في حين كانت الإجابة عن سؤال: متى أسلم عمر بن الخطاب؟ والتي رد صاحبُها: "في الحلقة العاشرة"، هي الأغرب مستندا إلى وقائع المسلسل التاريخي. في حين يرى تلميذٌ إجابته مقنعة جدا حول سؤال "مفاتيح الغيب خمسة اذكرها"؟ فرد "كيف لا يعلمها إلا الله وتقول لي اذكرها؟". واستطرد آخر في الحديث عن كفارة إفطار يوم في رمضان وقدّم فيها أيضاً "فتوى" غريبة، ولأن الإجابات الغريبة لا تنتهي، وعلى خطى أحد الطلبة السعوديين، وصف أحد "الفايسبوكيين" أن الشاعر "صوَّر إحساسه باستعمال كاميرا الهاتف النقال". وإذا كان هدف التلاميذ هو جعل إخفاقاتهم تسلية، إلا أن المختصين في التعليم، وعلم النفس والاجتماع، يجمعون على أن هذه الإجابات ضربة موجعة للإصلاحات التي تقوم بها المنظومة التربوية، وهي دليل على عدم انضباط الطلبة وانشغالهم بالتفاهات حتى خلال اجتيازهم للامتحانات، بهروبهم المستمرّ عن الواقع المعاش، وخير دليل على ذلك هو مسارعتهم للعودة إلى عالمهم الافتراضي بعد الامتحانات.